كشفت صحيفة «فاينانشال تايمز»، عن أن صندوق النقد الدولي يواجه أزمة بشأن استغلال الفوائض الضخمة في الحساب الجاري للبرازيل والصين وروسيا، لزيادة إسهاماتها في الصندوق، في خطوة من شأنها أن تسمح له برفع مساعداته لدول منطقة اليورو المتعثرة.وتوقعت الصحيفة أن تؤدي زيادة إسهامات هذه الدول الناشئة في الصندوق إلى وقوعه في ورطة، إذ إن البرازيليين والصينيين والروس لن يساعدوا أوروبا ويمنحوها وجبة غذاء مجانية، ولكنهم يريدون مزيداً من النفوذ في الصندوق، وإصلاح نظام الحصص الذي يحدد صلاحيات التصويت للدول الأعضاء، وهي أمور تجعل من غير المتوقع وجود حل شامل للأزمة الأوروبية في قمة الجمعة المقبل.ووصفت الصحيفة القمة المرتقبة في التاسع من ديسمبر الجاري بأنها قمة اللحظات الأخيرة، وقال مفوض الشؤون النقدية والاقتصادية الأوروبي أولي رين «نبذل جهوداً كبيرة منذ عشرة أيام، لاستكمال الاستعداد لقمة الاتحاد الأوروبي، التي تناقش الأزمات في منطقة اليورو، مضيفاً أنه لابد من اتخاذ قرارات حاسمة». وتشير التوقعات إلى أن الاتحاد الأوروبي سوف يتوصل إلى إيجاد حل نهائي لمشكلة الديون السيادية وأزمة القطاع المالي، إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت في وقت سابق إنها ترى أن الأزمة لا يمكن حلها دفعة واحدة أو بين عشية وضحاها.وتساءلت الصحيفة: هل من الواقعي أن نتكهن بأن قمة الأسبوع المقبل ستعيد السنوات والشهور الماضية حتى مايو 1998، وهل يمكن التوصل إلى اتفاق للخروج من الحالة المتردية التي وصلت إليها المنطقة الأوروبية؟. وقالت «ينبغي أن تتوافق القرارات التي ستتخذها القمة الأوروبية مع حالة الطوارئ التي تشهدها المنطقة، فلابد من قرارات تتعلق بسرعة التعامل مع أسواق الديون السيادية، وضرورة معرفة طريق الخروج الآمن من الأزمة، وأهمية قيام صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي بعمل شبكة آمان للحكومات المتعثرة في منطقة اليورو، وما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيقوم بشراء الديون السيادية في السوق الثانوية». ودعت الصحيفة دول اليورو الكبرى، لاسيما ألمانيا وفرنسا إلى العمل على تحقيق الاستقرار المالي، واتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة الديون والعجز، الذي يمكن أن تتعرض لهما المنطقة، كما ينبغي على الدول المتعثرة أيضاً التعهد باتخاذ تدابير صارمة، من أجل السيطرة على مشكلات الديون والعجز في الأجل القصير.