السينما السعودية، نقولها كأننا نضيف رابعا إلى: الغول و العنقاء و الخل الوفي، لكنني أحب التعامل معها تعاملي مع ثالث المستحيلات: الخل الوفي، إن لم يكن باعتبارها موجودة، لولا إساءة فهم مفرداتها حتى قبل أن تجتمع، أي في فهم معنى الخل من ناحية، و مفهوم الوفاء من ناحية أخرى، أو باعتبارها ممكنة الحدوث، بتوافر شروط مسبباتها قبل أدواتها و قوة هذه الشروط اللازمة للضغط على الراهن، للتغيير من و في موقفه الرافض حتى الآن على ما يبدو لمجرد فكرة مناقشة أمر وجودها بجديّة، و شيء من التسامح المطلوب دائما، .. هذه الأيام و على واحدة من المحطات التلفزيونية، يتم عرض أفلام سعودية، فيما يشبه مهرجانا لها، بوجود لجنة تقييم و تحكيم مكونة من عدد من المشتغلين و المشغولين بالدراما عموما، و منهم من قدم تجربة أو أكثر يمكن وصفها بالسينمائية لكن بكثير من التسامح و غض الطرف!، تابعت من البرنامج حلقتين فقط، و سأواصل المتابعة ما أمكنني ذلك، فبالرغم من تواضع العروض، و هو تواضع شديد لدرجة أن كلمة «تواضع» تبدو كريمة جدا مع هذه العروض، إلا أنني سعدت كثيرا، بآراء لجنة التقييم، و حماسة أعضائها، القادرة على منعهم من كلمات المجاملة المجانية، و المشاعر العاطفية المتسيّبة، خاصة أن أيا من الأعضاء لم يتكئ على وقاحة لفظية يمكنها إحباط مجهودات و آمال المشاركين، يمكنني القول أن هذه اللجنة هي أفضل لجنة تابعتها من بين كل اللجان التحكيمية في برامج المسابقات الفنية و الأدبية المنتشرة في كل مكان تقريبا، ذلك لأنها لجنة تريد لشيء جميل أن يبدأ أصلا، لا لشيء جميل متحقق أن يصير سلعة و إعلانا تجاريا.