كشفت المشرفة على الإدارة العامة للخدمات النسائية في أمانة الرياض، الدكتورة ليلى الهلالي، ل”الشرق”، أن الأمانة تعمل حالياً على خطط مستقبلية ومشروعات ضخمة لإنشاء مباسط نسائية في عشرين سوقاً على مستوى منطقة الرياض، من خلال قاعدة بيانات تبين المنطقة التي يوجد بها أكثر المتقدمات طلباً على المباسط، التي تبدأ من أسواق طيبة شمالاً، وحي العريجاء والسويدي غرباً، وتليها شرق الرياض، حتى تستكمل جميع منطقة الرياض خلال السنوات المقبلة. وقالت إن الأسواق مجهزة بالكامل وتُمنح مجاناً للمطلقات والأرامل والمحتاجات من النساء، مبينة أن مساحة المبسط الواحد تبلغ تقريباً (ثلاثة في ثلاثة أمتار). وحول إمكانية التلاعب بهذه المباسط عن طريق تأجيرها، أكدت الهلالي أن هناك مراقبة عليها وتتم من خلال عقود بين النساء والأمانة بحيث تلتزم بها وتقف على مبسطها ولا تؤجره في الباطن، مضيفة أنه إذا تم اكتشاف ذلك يُسحب منها. وحول ما يخصّ مبسط النساء الكائن حالياً في سوق حجاب شرق الرياض، أوضحت أن النساء مستأجرات من مستثمر ولا علاقة للأمانة بالإيجار. إلى ذلك، امتهنت عدد من النساء العاملات في بيع المستلزمات النسائية من ملابس للنساء والأطفال، والعطور، والبخور، وكل ما يخص المرأة منذ سنوات، العمل في المباسط النسائية على أرصفة الأسواق، ومنهنّ المستأجرات. وأكد عدد منهنّ ل “الشرق”، أنهنّ يمارسن البيع والشراء منذ زمن، فهنّ العائل الوحيد لأبنائهنّ، ولا يعلمن كم قيمة الدخل الشهري للبيع، مبينات أن كل ما يكسبنه ينفقنه على مستلزمات الحياة العامة. وقالت فرجة الدوسري إنها تبيع على الرصيف منذ 18 سنة، مبينة أن البلدية كانت تمنع البيع على الأرصفة، ولكنها سمحت بذلك ووضعت لهنّ طاولات مرقمة لبيع البضائع. وحول وضعها الاجتماعي، ذكرت أنها مطلقة وتعول أبناءها كما أنها بالإيجار، وأضافت “ما أبيعه أصرفه على متطلبات البيت من مأكل ومشرب ومستلزمات دراسية وإيجار للمنزل ولا يوجد ما أدخر”. أما أم محمد التي تبيع على الرصيف منذ 15 سنة، فبينت أنها التي تعول أسرتها لأن زوجها كبير في السن ومريض بالقلب ولا يوجد له معاش تقاعدي، وأضافت “أمارس مهنة البيع منذ سبع سنوات تقريباً”. وأوضحت أم مبارك التي تبيع على الرصيف منذ 24 سنة، أن كثرة الأسواق أثرت عليهنّ في حركة البيع، وأضافت “أحياناً يمر يوم ويومان لا أبيع شيئاً، وما أكسبه أنفقه على متطلبات البيت والأولاد”. أما أم إبراهيم، فاعتبرت أن قيمة إيجار المبسط الذي تعمل عليه منذ عشر سنوات في شرق الرياض، بمبلغ عشرة آلاف و500 ريال، بالمرتفع نظير قلة دخلها من البيع، وأضافت “أشتري بالجملة أحياناً بقيمة 500 إلى 600 ريال، وكل ما نفذت البضاعة لديّ، وأبيع في الأيام العادية بقيمة خمسين ريالاً، وأحيانا لا أبيع شيئاً، أما في المواسم فتصل قيمة البيع إلى 500 ريال في اليوم”. مشروع المباسط النسائية * يستهدف بساطات الرصيف في الأسواق الشعبية والأرامل والمطلقات وأسر السجناء. * سيتوزع في عدد من المواقع بشكل حيوي وفي سوق مفتوح. * سيراعي الكثافة السكانية لكل منطقة من مناطق الرياض. * يهدف إلى حفظ كرامة المرأة واحترام أنوثتها. * تدريب النساء المستهدفات وتأهيلهنّ بجهود كاملة من الأمانة. * إعفاء المستفيدات كافة من الرسوم والإيجار وفواتير الكهرباء والماء. أم إبراهيم في مبسطها المستأجر منذ عشر سنوات (تصوير: منيرة الرشيدي)