بيئة تعليمية ذات جودة عالية، وطلاب موهوبون وقيادة حكيمة تستثمر في إنسان الوطن، تلك هي أولويات ومفردات لابد منها لأي دولة تبغى التقدم إلى مصاف دول العالم الأول والتحول إلى المجتمع المعرفي المبدع وتعزيز اقتصادها الوطني وزيادة القيمة المضافة لمنتجاتها. المملكة وعت ذلك مبكراً وعمدت إلى اكتشاف ورعاية موهوبيها في مراحل مبكرة لتعزز من رصيدها من رأس المال الفكري، وتكاتفت جهود مؤسسات الوطن ذات العلاقة لتحقيق هذا الهدف السامي واستفاد الطلاب والطالبات من الموهوبين والموهوبات من هذا التوجه فظهرت مبادرة موهبة للشراكة مع المدارس في 2009م، وتعزز وجودها في 2011م بلغة الأرقام، حيث استفادت منها 43 مدرسة في كل من الرياضوجدة والدمام والخبر والجبيل والظهران ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وانعكست آثارها على ألف و149 طالبا وطالبة من موهوبي وموهوبات الوطن الذين استفادوا من المنح الدراسية التي قدمتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة». وتجاوز عدد الطلاب والطالبات المستفيدين فعلياً من المبادرة في المدارس المشاركة ألف طالب وطالبة من خلال تطوير مناهج إثرائية متقدمة للموهوبين في الرياضيات والعلوم وتقنية المعلومات واللغة الإنجليزية للصفوف الدراسية من الرابع الابتدائي إلى الثالث الثانوي. ونفذ القائمون على المبادرة أكثر من 128 برنامجاً تدريبياً وورشة عمل استفاد منها أكثر من ثلاثة آلاف و368 متدرباً ما بين معلمين وإداريين ومديري مدارس وأولياء أمور، بنسبة زيادة بلغت 146% في عدد البرامج وورش العمل و85.2% في أعداد المستفيدين. وبعد ثلاثة أعوام من العمل والجهد والمثابرة حان وقت الحصاد فقد احتفت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» بالدفعة الأولى من الطلاب والطالبات إلى الجامعات السعودية والعالمية يمثلون أولى الثمار من خريجي مبادرة الشراكة مع المدارس التي تنفذها «موهبة» في عدد من المدارس في مختلف مناطق المملكة، وستتضاعف بمشيئة الله أعداد الخريجين خلال الأعوام الدراسية المقبلة. واحتفت «موهبة» في مقرها بالرياض بأولى دفعات مبادرة الشراكة مع المدارس في احتفالية ضمت الطلبة المحتفى بهم وكبار مسؤولي «موهبة» ومديري وممثلي المدارس وأولياء الأمور وعددا من خبراء الموهبة والإبداع. تجويد التعليم وتهدف مبادرة موهبة للشراكة مع المدارس إلى تهيئة بيئة تعليمية ذات جودة عالية للطلبة الموهوبين والمبدعين، من خلال تقديم منح دراسية لهم للالتحاق بمدارس متميزة تزودها (موهبة) ببرامج ومناهج وأنشطة إثرائية متقدمة، يقوم على تدريسهم فيها معلمون أكفاء، من أجل الارتقاء بقدرات هؤلاء الطلبة وتنمية مواهبهم. وبجانب ذلك تسعى مبادرة الشراكة مع المدارس إلى رفع مستوى جودة التعليم المقدم للطلاب الآخرين في مدارس الشراكة بشكل عام وهو ما دفعها إلى التوقيع مع الاستشاري المنفذ للمشروع شركة نورد أنجيليا البريطانية، التي تضم مجموعة من الخبراء والقيادات الذين كانوا يتولون مسؤولية البرنامج الوطني للموهوبين في بريطانيا لمدة ست سنوات. ويقول المشرف العام على مبادرة الشراكة مع المدارس الدكتور عادل القعيد إن هناك العديد من الأهداف التي تسعى إليها «موهبة» من وراء المبادرة من بينها رفع مستويات الأداء في المدارس المختارة لرعاية الطلاب المبدعين والموهوبين، تمكين هذه المدارس من تطبيق المناهج المتميزة، توفير الدعم والتدريب للمعلمين والمسؤولين في مدارس الشراكة، إشراك أولياء الأمور في تربية وتعليم أبنائهم. محاور متعددة تتعدد المحاور التي تدور حولها مبادرة الشراكة وتتضمن خمسة محاور هي محور اختيار المدارس، التدريب والتطوير المهني، المناهج، التقويم، أولياء الأمور. ويدور محور اختيار المدارس حول تطوير طرق ومعايير وأدوات مناسبة لاختيار المدارس المتميزة من حكومية وأهلية للانضمام للمبادرة وتطبيق المعايير نفسها على المدارس الراغبة في الانضمام، إضافة إلى اختيار مقيمين محليين لاختيار المدارس وتدريبهم على استخدام طرق ومعايير «موهبة» في الاختيار، وتطوير أدوات وآليات لتحسين أداء المدارس المشاركة. ويهدف محور التدريب إلى تعريف الفئات المستهدفة بمواضيع الموهبة والإبداع، وخصائص الطلبة الموهوبين، وكيفية التعامل معهم، وإلى توفير بيئة تربوية ثرية ترعى الموهوبين في الصفوف والمدارس والمجتمع الذي ينتمون إليه، بجانب إكساب المعلمين استراتيجيات التعامل مع مناهج «موهبة» ودمجها بمناهج وزارة التربية والتعليم، وتعميق فهم معلمي الطلبة الموهوبين بأنشطة مناهج «موهبة». ويغطي التدريب كلا من منسقي المدن، ومنسقي ومديري المدارس، والمعلمين الذين يدرسون مواد المبادرة وجميع معلمي المدارس المشاركة في المبادرة، وفريق اختيار المدارس، وأولياء الأمور. واستفاد من البرامج التدريبية وورش العمل التي نفذتها موهبة أكثر من ثلاثة آلاف و368 متدرباً من معلمين وإداريين ومديري مدارس وأولياء أمور ما يجعل المبادرة فرصة حقيقية للمدرسة وللطالب لارتياد آفاق التعليم والتعلم الحديث والمتطور الذي يلبي احتياجات التعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين والتحول إلى مجتمع المعرفة. ويهدف محور المناهج إلى تطوير المناهج الإضافية المتقدمة وإعدادها ومتابعة تجريبها وتنفيذها في مواد العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات، خدمة للطلبة المبدعين والموهوبين، وتتكون هذه الكتب من العديد من الأنشطة المتقدمة التي تتكامل مع مناهج الوزارة. أما محور التقويم فيهدف إلى متابعة ومراقبة مدى نجاح مبادرة الشراكة مع المدارس وتجذير ثقافة التقويم من أجل التعلم، والعمل على إعداد برامج تدريبية تستهدف جميع معلمي الشراكة مع المدارس تتناول أشكال التقويم المختلفة كالتقويم الحقيقي، وتقويم الأداء، وتقويم الرفاق، والتقويم الذاتي، والتقويم من خلال المشروعات، وملف إنجازات الطالب. وسعيا لتحقيق هذا الهدف طبقت مبادرة الشراكة اختبارات نهاية العام الدراسي على طلبة المبادرة في الرياضيات والعلوم من مناهج «موهبة» الإضافية المتقدمة، وتم خلالها التركيز على منظومة المعايير التي تسعى مناهج «موهبة» لتحقيقها حول مستوى أداء الطلبة الموهوبين في مدارس الشراكة والمساعدة في قياس درجة تقدمهم. أما محور دعم أولياء الأمور فيسعى إلى دمج أولياء الأمور في العملية التعليمية لأبنائهم وبناتهم، عبر تنفيذ لقاءات تشمل التعريف بمناهج «موهبة» وطرق التقويم، وتطوير نظام إرشادي لتفعيل مشاركة أولياء الأمور في تحقيق أهداف المبادرة، وتعريفهم بدورهم في العملية التعليمية، ودعم أنشطة المبادرة في التواصل مع أولياء الأمور.