يُعد سوق الجمعة الشعبي بتربة من أشهر أسواق المنطقة الغربية وأقدمها نظرا لتاريخه القديم الذي يمتد من العصر الجاهلي حتى عصر صدر الإسلام، حيث كان محطة رئيسة لمرور القوافل التي تجتاز وادي تربة لتلتقي في مركز الثقل التجاري في الجزيرة العربية ومكة المكرمة، وتتزود منه بجميع أنواع المؤن، ولا يزال السوق يحافظ على أصالته وجماله، وشاهدا تاريخيا متجددا لنمط الحياة العربية القديمة في البيع والشراء، ذلك لأنه يجمع أغلب السلع في مكان واحد. ويقع السوق وسط المحافظة بعد نقله من سوق «رمادان» القديم، كما يتميز عن الأسواق الأخرى بأسعاره التي لا تقارن، وتباع فيه أنواع من الطيور والحيوانات المختلفة فضلاً عن التمور والملابس والسجاد والأقمشة والخردوات والفواكه والخضار وغيرها من السلع التقليدية الأخرى. وأوضح الأديب والمؤرخ محمد بن غنام ل»الشرق»، أن تاريخ السوق موغل في القدم، فهو يمتد من العصر الجاهلي حتى عصر صدر الإسلام، حيث كانت تربة محطة رئيسة لمرور القوافل، وعلى إثرها نشأ السوق الذي يتزود منه أصحاب القوافل بجميع المواد الغذائية من تمر وحنطة وذرة وغيرها من ملابس، وأوان للشرب، وقد كان يطلق عليه قديما سوق «رمادان»، حتى توحيد المملكة، وغير السكان اسمه ليصبح سوق الجمعة، الذي أصبح الآن في موقع جديد وسط المحافظة. وقال ناصر إبراهيم بائع خضار، إنني ورثت المهنة عن والدي الذي كان يزاولها في السوق الذي يشهد كثيرا من الزبائن قبل صلاة الجمعة وبعدها، لافتاً إلى أن السوق يدر مبالغ مالية كبيرة على العاملين به، إضافة إلى أن المستهلك يجد مايبحث عنه بأسعار مغرية. ويشير سعود الهذلي بائع حطب، أن السوق من أشهر الأسواق التي يوجد بها جميع متطلبات المستهلك وبأسعار مخفضة، مشيرا إلى أنه يعمل في بيع الحطب في هذا السوق منذ عشرين عاما. من جانبه تحدث بائع التمور الحميدي البقمي، عن تنوع التمور بالسوق واختلاف أسعارها، وعن الإقبال عليها، قال «كما ترى الإقبال كبير من الزبائن على شراء التمور بأنواعها وبأسعار أقل من الأسواق الأخرى». يقول المواطن ناصر مسفر، إنه معتاد على القدوم إلى السوق صباح كل جمعة لشراء جميع مستلزمات المنزل من الخضار والفواكه والتمور والقهوة والبهارات، كون السوق يحتوي على جميع متطلبات المستهلك، وبأسعار في متناول الجميع، إضافة إلى أن الخضار والفواكه التي تعرض في السوق إنتاج محلي. ويشاركه الرأي إبراهيم خالد قائلا «السوق يحظى بشهرة واسعة داخل تربة وخارجها فتجد المستهلكين من الصباح الباكر يتوافدون عليه يوم الجمعة للتسوق وشراء مايحتاجونه من ملابس وأغذية وغيرها»، مضيفا أن السوق لا يزال يحتفظ بنمطه القديم في عملية البيع والشراء. ..ومواطنون ومقيمون يتسوقون (الشرق) طفل يرافق والده في سوق الجمعة الشعبي بتربة