كلنا لدينا أخطاء، وكلنا محملون بالذنوب، وكلنا نرجو الجنة، التي بإذن الله سننالها برحمة الله فقط، وليس بأعمالنا، كلنا مذنبون، فلماذا تتنافسون علينا بأصناف الخطايا؟ ألا يكفينا هوى أنفسنا الأمارة بالسوء؟ ألا يكفينا جريان الشيطان في عروقنا مجرى الدم؟ ألا يكفينا تهاوننا في العبادات؟ ولكننا نرجو رحمة الله ونخاف عقابه، نجاهد أنفسنا وندعو الله الثبات، ومع ذلك، يخرج علينا كل يومٍ شيخٌ أو كاتب أو مغرد أو متفلسف، يعكِّرعلينا صفونا! ويزيد من آثامنا! قد نكون تبعناه يوماً أو أيدناه فكراً، لمكانته الدينية أو حكمته الفلسفية أو حجته اللغوية، يقلب موازين عقيدتنا، ويريد أن يسيرها حسب هواه، ويفقدنا نحن المُبجلون له سابقاً اتزاننا! عندها نقف حائرين، ماذا حدث؟ ولماذا يحدث؟ أكان على صواب أم خطأ؟! وهل إجرامه وجرأته على الذات الإلهيّة أو شخص الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هل بذلك سيحشرنا مع المجرمين والكافرين زمراً؟ أرجو من الله السلامة والعفو والرحمة، وكلنا نقول: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، نحن اُناسٌ مسالمون، نطلب العفو الإلهي، ونتبع أمره تعالى، وننهج نهج نبيه عليه السلام، لا نرضى الظلم على أنفسنا ولا على غيرنا. نثني على من يستحق الثناء، ونتمنى ونؤيد العقاب للمسيئ، ولدنيا حكومة رشيدة تحكم بشرع الله، وتردع من تجرأ على حق الله تعالى ومكانته، أو على رسوله الكريم، فعلينا أن نكون متزنين، عقلاء، نقيس الأمور، ونحملها على ماهي عليه، ونؤيد القائمين على إحقاق الحق، وننصرهم على من عاداهم، أو اعتدى عليهم، أوعلى ديننا، ولا نرضى لنا ولا لهم، غير الإسلام ديناً. قال تعالى «ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين». وأخيراً أسأل الله لي ولكم الهداية، والثبات على الحق، والمغفرة، وأوجّه كلمةً لكل مقصر، وأنا منهم، ولكل ضالٍ ومنحرف، أن يحكّموا شرع الله، وينتبهوا لما يقولون ويكتبون، قال تعالى «إنّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا». ولينتبهوا ويصحوا من الغفلة، والبطر، فهو يطغي الإنسان، وليحذروا من قسوة القلوب، كما قال تعالى «ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل، فطال عليهم الأمد، فقست قلوبهم، وكثير منهم فاسقون». سورة الحديد الآية 16.