يطلق لقاء ريادة الأعمال غدا الإثنين، القافلة التجارية الأولى لشابات الأعمال اللواتي التحقن بالدورات التأهيلية المكثفة ليحصلن على رأس مال مدفوع «غير مسترد» ومتابعة وإرشاد لمدة عام وتزويد منشآتهن بالخدمات والتسهيلات. وقالت رئيسة لجنة شابات الأعمال في غرفة جدة رانيا سلامة ل «الشرق» لقد أشبعنا مسألة الإجراءات باعتبارها أولى العقبات التي تواجه المرأة المستثمرة، معتبرة التستر وتكرار الأفكار هما العيوب الأساسية في الاستثمارات النسائية. ودعت إلى تحفيز المشروعات النسائية على الخروج من ثوب استنساخ التجارب وتكرارها إلى تأسيس مشروعات مبتكرة بوسعها أن تفتح أسواقا جديدة وتكون لها الريادة فيها، وبالتالي تتجاوز عقبة صعوبة المنافسة إلى خلق منافسة في مجال جديد يبدأ من عندها. وأضافت: لو نظرنا إلى المنشآت النسائية سنجد من بينها منشآت مسجلة باسم المرأة بينما في واقع الأمر يديرها ويملكها من الباطن رجل، والقليل من المنشآت المتوسطة والكبيرة تملكها وتديرها امرأة، مشيرة إلى أن في مقابل الغالبية العظمى من المنشآت الصغيرة تواجه مشكلة عدم القدرة على النمو والاستمرار لضعف المشروع وصعوبة الوصول للفرص والتنافس عليها، مشيرة إلى أن القطاع الحكومي والخاص مازال يميل إلى إسناد مشروعاته إلى الشركات العريقة والكبيرة بدلاً من المغامرة مع منشآت صغيرة وهو ما يحد من قدرة هذه المنشآت على النمو من خلال التشغيل، وأكثر هذه المنشآت تضرراً هي النسائية. واقترحت سلامة إيجاد آليات لتحفيز المنشآت التي تتستر بعباءة نسائية لتصحح أوضاعها، وتحفيز المنشآت النسائية على الاستفادة من فرص الدعم التي تقدمها وزارة العمل وغيرها من الجهات لتوظيف السعوديات لزيادة قدرتها التشغيلية، وهو ما يتطلب النظر إلى طلبات الدعم المقدمة من المنشآت الصغيرة بنفس القدر من الاهتمام الذي تلقاه المنشآت الكبيرة التي بوسعها أن توفر عددا ضخما من وظائف شاغرة دفعة واحدة، بينما المنشآت الصغيرة لا تكون بحاجة إلى أكثر من 2-5 موظفات وهو رقم لا يعد مغرياً لو نظرنا إليه منفرداً، لكن مع وجود عدد كبير من المنشآت الصغيرة فالعدد التراكمي للفرص الوظيفية فيها سيكون كبيراً. وطالبت رئيسة لجنة شابات الأعمال باحتساب نسبة سعودة أو جزء من المسؤولية الاجتماعية والتجارية للمنشآت الكبيرة ليس عندما توظف السعوديين فحسب، بل عندما تقوم بإسناد مشروعات وتوقيع عقود مع المنشآت الصغيرة والنسائية منها لفتح أبواب الفرص والمنافسة أمام هذه المنشآت تدريجياً وإكسابها الخبرة والثقة. وأشارت إلى أن حجم الاستثمارات النسائية في المملكة يبلغ حوالي ثلاثة مليارات ريال، لكن لا توجد إحصائيات دقيقة حول الاستثمارات المتعثرة منها، معتبرة أن عملية تقدير التعثر صعبة لأن المنشأة قد تكون تعثرت بالفعل دون أن تلغي السجل التجاري وتركته معلقاً لحين انتهائه، أو أن حجمها أساساً متناهي الصغر ولم تلجأ إلى قروض أو تتحمل ديون لكنها خاسرة وقد تمتص خسارتها لبعض الوقت قبل أن تتلاشى تدريجياً. وقالت سلامة إن لقاء لجنة شابات الأعمال في غرفة جدة اليوم، سيركز على سمات رئيسة تساهم ضمن استراتيجية عملية في صناعة شخصية رائد الأعمال وترسيخ مفاهيم ريادة الأعمال وتوفير البيئة الحاضنة لها مع الحرص على الخروج بنتائج ملموسة تنعكس إيجاباً على المنشآت الصغيرة كما سيتم تقييم المشروعات المرشحة في منافسة «مبادرو جدة» التي انطلقت أولى دوراتها في ديسمبر 2011م بانضمام عدد من شابات الأعمال بمشروعاتهن لتشكل المرشحات أولى قوافل رائدات المستقبل اللاتي سيتم تزويدهن بباقة من برامج التدريب والتأهيل ثم متابعة أداء مشروعاتهن استعداداً للقاء الخبراء والمستثمرين الذين سيشكلون الفرص الواعدة التي تنتظر هؤلاء الشابات، كما سيتم تقييم المشروعات المرشحة لتتويج الأكثر تميزاً منها بجوائز مالية تعد رأس مالٍ مدفوعٍ غير مسترد ومتابعة تتجدد لمدة عام لعرض مخرجات التجربة في الدورة التالية من «لقاء ريادة الأعمال بجدة 2013م تشجيعاً لثقافة المبادرة التجارية.