ولو أن أحداً قال لك أنت مجنون ربما دخلت معه في أخذ ورد لأنك إن لم تكن مجنوناً فعلاً فلن تسكت على هذا القول. ولأن الصحافة أصبحت تسمي جماهير النادي الأهلي بالمجانين، بدأت أبحث عن مبررات الصحف لهذه التسمية وحسبت أن رابطة المشجعين ستقيم دعوى قذف ضدها. ومن خلال متابعتي لسلوكيات جماهير الأهلي في الشوارع والملاعب والأمكنة العامة واللقاءات الإعلامية لم ألاحظ أي (نقصان) في عقولهم، بل كانوا الأكثر عقلاً واتّزاناً لكنهم يسمونهم المجانين بسبب أنهم جمهور يحبون ويعشقون ناديهم العريق إلى حد الجنون. وهو جنون محمود يدفع أصحابه إلى المزيد من العشق والبقاء على الحب مهما كانت الظروف، فهم الجمهور الوفي الذي لا ينفضّ عن ناديه وقت الأزمات ولا يتخلى عنه عند الحاجة، ولأن هذه الظاهرة تخص جماهير الأهلي وحدهم فقد خلعت عليهم الصحافة لقب المجانين. وأخيراً حمدت الله أنني مجنون قديم وأن أقربائي وأهلي وحتى أحفادي أصيبوا معي بأعراض الجنون.. ألم أقل لكم إن جماهير الأهلي تعشقه إلى حد الجنون؟ إذا أردتم مقارنة مجانين الأهلي بغيرهم من المجانين فإن جماهير الأهلي ستغضب كثيراً لأن الفرق شاسع بينهم وبين الآخرين فلا مجال للمقارنة، اقرؤوا معي هذا البيت من الشعر: ألم ترَ أن السيف ينقص قدره .. إذا قيل إن السيف أمضى من العصا يوم الجمعة الماضي كان مجانين الأهلي على موعد مع الفرح الذي نثره اللاعبون في قلوبهم التي ستظل مليئة بالفرح دائماً، ذهبت بطولة الدوري من الأهلي الذي كان الأجدر بها لكن تكالب الظروف عن قصد أعطت البطولة لغيره.. لم أعد أخشى على الأهلي وخلفه كل ذلك الوفاء من جماهيره الغفيرة.