يقرؤها: عبدالمحسن يوسف يرسمها: معتصم هارون صافٍ كدمعة.. رقيق كقطرة ضوء، ويكنز للجميع محبةً شاسعة.. 2 التقيت به كثيراً، لم أره متجهماً قط، أو عابساً أبداً، ولم يتحدث بسوءٍ عن أحد.. 3 كان دائماً في منتهى اللطف يحمل روح طفلٍ عصية على «الترهد«.. عرف جيداً كيف يحافظ عليها وكيف يصونها من العطب .. 4 عرفته عن كثب ، عرفته مشغوفاً بالثقافة والأدب والصحافة والموسيقى والمسرح والجمال.. ولم تكن أجنحته البيضاء تحلق بعيداً عن هذه الفضاءات الجميلة.. 5 حين كان مشرفاً على الصفحات الثقافية في صحيفة «اليوم» وحين كان مسؤولاً عن مجلة «الشرق» ظلّ معنياًّ بالكتابات الجادة، وكانت صفحاته مثلما الأشجار، تستقطب العصافير التي تتقن التغريد.. وكان يغدق عليها الكثير من الحب الكثير من الدفء الكثير من الحرص والكثير من الظلال.. 6 طيلة عمله «الإشرافي» بالصحافة الثقافية كان محباًّ للكلمة التي تهجس بتشكيل الوعي وهندسة الوجدان.. وهو في الوقت عينه كان معادياً للكلمة الرثة، للكلمة العمياء التي تتبنى الظلام وتكرّس القبح وتحطب في حبل الغباء.. 7 ذات مساء ، أصرّ على اصطحابي والصديق عبده خال إلى بيته العامر في مدينة الدمام.. اقتادنا إلى حجرة المكتبة كما لو يقتادنا إلى ضفة نهر.. كشمعةٍ قال لنا هامساً: – سأسمعكما شيئاً.. أدار أسطوانة، ولاذ بصمتٍ ناعم.. كانت «بحيرة البجع» لتشايكوفسكي تتدفق، وراح خريرها يغسل بهدوء هواء الحجرة.. حين لمس لدينا فضيلة الإصغاء، أدار أسطوانة أخرى.. كانت «كسارة البندق» تغمر المكان بغيمة الجمال الفاره.. 8 إنه صديقنا الراحل الجميل شاكر الشيخ...