أسفر منتدى الباحة الاستثماري الأول عن توقيع اتفاقات بين شركات تستثمر في المنطقة، بقيمة تفوق مليار ريال، بينها شركة منافع الشرق للاستثمار والتنمية، وشركة هاشم محمد أحمد البرير، اللتان ستنفذان سبعة مشروعات لإنشاء مصانع للعصائر وتجميد الفاكهة والخضراوات وتعليبها، ومصنع كرتون وآخر لإنتاج الأعلاف ومزرعة للدجاج اللاحم ومزرعة للدواجن، فيما وقعتْ مؤسسة إتقان المتقدمة وشركة ميديا لاينز لإعداد الدراسات والاستشارات الخاصة عقد تنفيذ مشروع أكاديمية رياضية تُعنى بالمواهب الرياضية الموجودة في المنطقة، وتكون رافداً مهماً للأندية والمنتخبات لمختلف الفئات السنية. واختتمت مساء أمس فعاليات منتدى الباحة الاستثماري الأول بعد ثلاثة أيام من المناقشات والحوار وأوراق العمل والتوصيات المحتشدة بالكثير من المنجزات والمزيد من وعود سيدات ورجال أعمال بتخصيص جزء من استثماراتهم لمنطقة الباحة والمُحفّزة لأهالي الباحة بإعادة رسم ملامح منطقتهم بألوان التنمية من خلال الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتوطين التنمية وتأهيل الشبان والفتيات، وتنمية قدراتهم لخدمة محافظاتهم ومراكزهم وقراهم. من جهته، وصف أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود المشروعات الجديدة بالنقلة النوعية، كونها تجلبُ للمنطقة مع مشروع مصنع الإسمنت استثمارات تتجاوز حصيلتها ثلاثة مليارات ريال، مؤكداً أن المنتدى نجح عملياً في تحقيق حلم أهالي الباحة وزائريها بتوفير مشروعات متنوعة صناعية وزراعية وكراسي بحث علمي إلى جانب قطاع الإسمنت، متمنياً أن يتحمّل المسؤولون ما يقع على عاتقهم من أمانة كون القيادة تحسن الظن بمسؤوليها ما يُحتّم أن يكون الجميع عند حسن ولاة الأمر وعند مستوى ثقة المواطن. وقال إنه تم إعداد خطة عمل جديدة لمهرجان صيف الباحة هذا العام، تتضمن تكليف أبناء كل محافظة بتفيذ برامجها ومهرجاناتها الصيفية لتنمية وروح. تعزيز الاستثمار في الباحة ويرى رجل الأعمال محمد الغامدي أن الاتفاق على أهمية تطوير العنصر البشري من أثمن نتائج المنتدى، مؤملاً أن تفتح التوصياتُ آفاقا رحبة للتحرك الإيجابي لخدمة منطقة أعلن أميرها وكافة مسؤوليها أنهم رهن إشارة أي مستثمر، يفد بنوايا طيبة ومشروعات خلاّقة تعود بالنفع، مؤكداً أن اللقاء شحن النفوس بالكثير من الأمل، كون الطروحات إيجابية ومفعمة بالأماني والتطلعات. فيما رأت رئيس مجلس إدارة مجموعة التكامل بالنفط والتعدين بجدة هدى عبدالغفور أمين أن منطقة الباحة من أجمل مناطق المملكة لتوفر المناخ الجاذب ومؤهلات الاستثمار، داعية وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على إمكانات ومحفزات الاستثمار، لتشكيل رؤية واضحة في أذهان المستثمرين من خلال المؤتمرات والمعارض مطالبة القطاع الخاص بالتركيز على تدريب الشبان والفتيات وتأهيلهم بالمعرفة ليمكنهم النهوض بمنطقتهم في ظل الخدمات والإمكانات. مجتمع المعرفة وشهدت الجلسة السابعة تقديم ورقة عمل من نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، صاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد عن نقل المملكة إلى مجتمع المعرفة، تناول فيها دور المعرفة في تطور المجتمعات من خلال انتقالها من مرحلة الاعتماد على الثروات المعدنية إلى مرحلة الاعتماد على المعرفة، على أن تكون المنتجات والخدمات في المملكة مبنية على التقنية المطورة محلياً ومنافسة عالمياً وأن تكون إنتاجية المجتمع السعودي مماثلة لمجتمعات الدول المتقدمة، مستعرضاً الخطط الخمسية لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وما تم اعتماده من مبلغ ثمانية مليارات ريال للمدينة من العام 2006 وحتى العام 2010، لافتاً إلى أبرز البرامج التي تقدمها مدينة الملك عبدالعزيز، ومنها برنامج حاضنات التقنية (بادر) وبرنامج واحات التقنية، موضحاً أنه سيتم قريباً افتتاح حاضنة بالباحة، وسيتم أيضاً التنسيق لإيجاد واحة للتقنية في المنطقة لجلب الاستثمارات. فيما قدم نائب محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لشؤون المنافسة الدكتور ضيف الله بن أحمد الزهراني عرضاً موجزاً عن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتناولت ورقة ممثل عمادة البحث العلمي بجامعة الباحة الدكتور محمد بن عبدالكريم عطيه دور البحث العلمي بالجامعة في تحقيق أهداف التنمية الشاملة في المنطقة. توصيات المنتدى أُعلنت في ختام الجلسات توصيات تمثّلتْ في المزيد من التطلعات إلى وجود منفذ بحري للمنطقة يسند مسيرة التنمية ويحقق رواج النشاط الاقتصادي بين منطقة الباحة والمناطق الأخرى، وضم محافظة القنفذة لمنطقة الباحة كونها المنفذ البحري الأقرب لتكون رافداً لمسيرة التنمية في منطقة الباحة، وإنشاء هيئة عليا لتطوير منطقة الباحة، تعنى بتطوير وإدارة المشروعات التنموية والاستثمارية وتعديل القوانين واللوائح والأنظمة في مجال الاستثمار، بما يتناسب مع طبيعة كل منطقة وإعطاء الأولوية للمناطق الأقل نمواً وتبني المشاركة الفاعلة من المستثمرين، وخاصة رجال الأعمال من أبناء المنطقة في المشروعات الاستثمارية بصفة عامة والمشروعات الخدمية بصفة خاصة والتأكيد على أهمية التكامل والتنسيق البيني في العمل في مجالات الاستثمار بين الجهات الحكومية من جهة، والقطاع الخاص وتوفير مصادر مياه للإبقاء على مشروعات الاستثمار في المنطقة حية ومستمرة ما يتطلب إيجاد محطة لتحلية المياه لمنطقة الباحة وتشجيع المستثمرين على تطوير القطاع الصحي في المنطقة من خلال بناء مشروعات صحية عدة، وترسيخ المفهوم الزراعي من خلال العمل الجاد بالاستثمار في مجال الزراعة والاستفادة من تنوع بيئات الزراعة في المنطقة طوال فصول السنة، والإسراع بتأسيس الجمعية الزراعية التعاونية في المنطقة، والعمل على تأسيس شركة الباحة القابضة، لتقوم بالخدمات السياحية والترفيهية، وإنشاء مراكز للدراسات السياحية والبيئية، بحيث تقوم الهيئة العليا للسياحة بدعمها لتحقيق الرؤى السياحية والبيئية للوطن والمنطقة على وجه الخصوص والاعتناء بالموروث البنائي باعتباره يرسخ ثقافة الموروث للمنطقة، وافتتاح كلية سياحة وفندقة في جامعة الباحة، وتخصيص مبالغ لصيانة القرى السياحية وتهيئتها للسائحين، وإنشاء مدينة رياضية متكاملة في تهامة وتأسيس ناد رياضي موحّد باسم المنطقة. جلسة استعرضت النتائج الزراعية للباحة والمقومات التي تمتلكها