أكدت مصادر أردنية وثيقة الاطلاع ل”الشرق” أن الانتخابات النيابية لن تجري هذا العام، حيث تتجمع عوامل سياسية وفنية تشكل عوائق حقيقية تجعل من غير الممكن إجراءها خلال الأشهر المتبقية من عام 2012. وأوضحت المصادر أن حكومة فايز الطراونة ستكون طويلة العمر نسبياً، مستشهدةً بالعدد الكبير من الوزراء فيها (30 وزيراً)، وبتصريحٍ لرئيس الوزراء قال فيه إن حكومته انتقالية من حيث المهام وليس من حيث العمر. وفي هذا الصدد، علمت “الشرق” أن نائبين أردنيين بارزين التقيا مؤخراً بالسفير الأمريكي في الأردن، ستيوارت جونز، حيث سمعا منه حديثا يشير إلى تقديرات أمريكية حول عدم إجراء الانتخابات هذا العام. وتعتقد المصادر المختلفة أن تطورات الأحداث في سوريا والمنطقة قد تؤدي إلى ظروف غير مناسبة لإجراء الانتخابات. وكانت التصريحات والتسريبات تضاربت حول إجراء الانتخابات هذا العام من عدمه، فيما تراقب دول أوروبية، إضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مسار الإصلاحات السياسية في الأردن بما في ذلك انتخاب برلمان جديد. وفي هذا السياق، كان الناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة أكد في تصريحات ل “الشرق” أن الوقت المتبقي حتى نهاية العام يسمح بإجراء انتخابات نيابية، فيما كان النائب بسام حدادين قدَّر أن صعوبات فنية ومشاكل تتعلق بالمهل القانونية لن تسمح بإجرائها قبل مطلع العام المقبل. وفي إطار متصل، اعتبر حزب جبهة العمل الإسلامي أن الإعلان عن تشكيل الهيئة المستقلة للانتخاب جاء مخيباً للآمال ومؤكداً لحالة انعدام الثقة بنوايا السلطة في المضي بالإصلاح، وكان الأسبوع الماضي شهد الإعلان عن تشكيل الهيئة برئاسة وزير الخارجية السابق والمبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالإله الخطيب. واستهجن مسؤول الملف الوطني في جبهة العمل، محمد الزيود، تولي شخصيات حكومية إدارة الهيئة، وقال “هذا التشكيل الجديد لن يزيد الأمور إلا احتقاناً ولن يضيف شيئاً إلى الواقع”، وأشار إلى أن نظرة الأردنيين إلى ما يجري في ملف الانتخاب “سلبية”، معتبراً أن السلطة “تسعى إلى إعادة إنتاج ذات النخبة غير الشرعية من خلال مسرحية انتخابية، في ظل غياب إرادة الإصلاح وغياب رموز وطنية أو شعبية أو سياسية أو قانونية عن التشكيل”.