أعلنت وزارة الداخلية المغربية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول عن التحفظ على مجموعة من الأسلحة النارية في إحدى الأراضي الزراعية في مدينة تيفلت إحدى ضواحي العاصمة الرباط، وأخرى في منطقة سبع عيون، وتعود المجموعتان إلى حركة المجاهدين المغاربة التي يتزعمها قيادي جهادي بارز وأُلقِيَ القبض على عناصر منها الأسبوع الماضي. وعَمِدَ أتباع الحركة إلى إدخال الأسلحة إلى المغرب بطريقة سرية وإخفائها بغرض تنفيذ مجموعة من العمليات، وفق المعلومات الأولية من التحقيق، والأسلحة المحجوزة في ضواحي مدينة تيفلت عبارة عن أربعة مسدسات رشاشة٬ وثلاثة مسدسات أوتوماتيكية٬ فضلا عن ذخيرة حية، تتكون من 74 رصاصة من عيار 9 ملمتر وثلاثين رصاصة من عيار 7.65، بالإضافة إلى غشاء خاص بمسدس ناري وثلاث خزنات لشحن الرصاص٬ بينما أسفر التفتيش في منطقة سبع عيون، عن حجز مسدس ناري محشو بخزنة وتسع رصاصات. بدورها، أكدت الداخلية المغربية أن التحريات الأمنية في إطار هذه القضية مكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من رصد أماكن إخفاء الأسلحة المذكورة٬ وتتبع مسارات تهريبها٬ ليتم حجزها في إطار عملية تفتيش قانوني، مضيفةً أن الأبحاث والتحريات مازالت متواصلة في هذه القضية من طرف المصالح الأمنية٬ بتنسيق وثيق مع النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب٬ لتحديد ارتباطات هذه الشبكة الإرهابية وامتداداتها المفترضة٬ وتوقيف جميع المشتبه بهم٬ علما أن الأسلحة والذخيرة المحجوزة، ستتم إحالتها على المختبر الوطني للشرطة العلمية. وبحسب المعطيات المتوافرة ل”الشرق”، فإن هناك علاقة متشعبة تربط الموقوفين بتنظيمات دولية متطرفة، في مقدمتها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي فشلت حتى الآن في التحرك بعيدًا عن أعين الأمن المغربي. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في الخامس من الشهر الجاري عن تفكيك هذه الشبكة الإرهابية (حركة المجاهدين المغاربة)، التي تنشط في عدة مدن مغربية بناءً على معلومات دقيقة تفيد أن قياديا جهاديا بارزا يتولى قيادتها ويخضع لملاحقة أمنية محلية ودولية منذ 2003 لتورطه في قضايا متعلقة بالإرهاب والمساس بأمن المغرب. في سياقٍ متصل، استمعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، لأحد مؤسسي الحركة محمد النكاوي المحكوم بعشرين سنة، بعد اعتقال شقيقه ضمن الشبكة، في محاولة للكشف عن أسماء بقية المنتمين للتنظيم، حيث تشير المعلومات المتوافرة إلى أن محاولة إحياء التنظيم بدأت من داخل السجون التي تأوي معتقلين متورطين في أعمال إرهابية أو ينتمون لتيارات متشددة.