أكد الناقد والفنان التشكيلي محمد المنيف على أهمية استشعار المدارس لدورها الفني في احتضان وتبني المواهب وتنميتها وصقلها وهي في أطوارها الأولى، مستشهداً بكثير من القصص والنماذج الناجحة لميلاد فنان من بين تلك الأبنية التربوية. جاء ذلك في الدورة الثانية لملتقى وجائزة الجوف للفنون التشكيلية، التي يشارك فيها نخبة من التشكيليين والتشكيليات من جميع مناطق المملكة، بأعمال تشكيلية تجاوز عددها ستين لوحة، وتنتمي إلى مدارس مختلفة، وتضم فناني منطقة القصيم وحائل والحدود الشمالية وعرعر. وقال المنيف في الجلسة الحوارية التي عقدت في مركز الملك عبدالله الثقافي بالجوف حول إحجام الفنانين عن المشاركة في بعض المعارض والملتقيات الفنية «لا أعتقد أن أي فنان يبحث عن خلق تجربته والتعريف بها بإيمان مطلق وقناعة لجودة عمله سيقف مكتوف الأيدي أمام المشاركة في المعارض والملتقيات، ولا أعتقد بأن الفنان سيلجأ إلى التكاسل، أو التخاذل، ما لم يحُل ظرف طارئ، أو عائق، دون مشاركته، كعدم ضمان المحافظة على لوحاته وأعماله، أو لتخوفه من ضياعها أثناء عمليات الشحن والنقل، أو تعرضها، أو أجزاء منها للتلف», مبدياً رضاه عن الحركة التشكيلية السعودية التي خطت خطوات متسارعة منذ جيل الرواد في السبعينيات. من جهته، أكد التشكيلي جلال الطالب، المشرف العام على الملتقى، أن هذا الملتقى حلم سعى له بإقامة نشاط تشكيلي نوعي ليحقق من خلاله أهدافاً فكرية وفنية، منها دعم التشكيليين عامة، وتشكيليي الجوف خاصة، ليلتقوا مع من سبقهم في هذا الفن الراقي، ولرفع الذائقة البصرية لدى المجتمع الجوفي الذي غُيِّب بشكل أو بآخر عن المشهد الثقافي السعودي في العقود الماضية. وعلَّق الفنان التشكيلي إبراهيم الفصام على هذا الجانب، بسبب استبعاد إحدى لوحاته من الترشيح لجوائز المسابقة، وحصولها بعد أربع سنوات على المركز الثاني، بأن المسألة لا تتعدى كونها رغبات وأحكاماً يقدرها المحكم وفق زاوية الرضا وعدم الرضا من خامات العمل، وفكرته ورمزيته. وقال الفنان التشكيلي محمد رشيد الرويلي، عضو لجنة الملتقى، إن فناني الجوف ستكون لهم اليد الطولى على مستوى المملكة، لتفاعلهم الدائم والمستمر، الذي اكتسبوه من إقامة المعارض الدائمة في معرض الزيتون، والجمعيات الخيرية، والمناسبات التعليمية.