إنه الحلم الذي - طالما - سعيت له بإقامة نشاط تشكيلي نوعي لأحقق من خلاله أهدافا فكرية وفنية منها - مجازا - دعم التشكيليين عامة وتشكيليي الجوف خاصة ليلتقوا مع من سبقهم في هذا الفن الراقي ورفع الذائقة البصرية لدى المجتمع الجوفي الذي قد غيب بشكل أو بآخر عن المشهد الثقافي السعودي في العقود الماضية.. ..فكان ملتقى وجائزة الجوف للفنون التشكيلية حيث يأتي هذا الملتقى التشكيلي الأكبر على مستوى شمال المملكة تتخلله عدة فعاليات من أبرزها جائزة الجوف للفنون التشكيلية فهي حافز مادي للتشكيليين والتشكيليات بجميع مناطق المملكة ومنحهم فرصة التعبير عن أنفسهم بكل حرية من خلال لوحاتهم وألوانهم. فالورشة الفنية للملتقى ما هي إلا تجمع فنانين من أربع فروع لجمعية الثقافة والفنون بالمملكة وهذا التلاقي الفني العملي يؤتي بثماره من خلال تبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين والتقائهم للسمر ليتبادلوا الأحاديث الخاصة بالفنون فيكون هذا الملتقى - أو الورشة - أشبه بصالونات ثقافية تشكيلية. والمنبريات المصاحبة للملتقى تأتي بمثابة الفكر لهذا الملتقى التشكيلي فيزخر بعدة أوراق من ندوة للنقد التشكيلي و استعادة سيرة فنان وأخرى للقراءة النقدية والقراءة التشكيلية وبيان الفرق بينهما. وتكريم رائدين من رواد المشهد التشكيلي بمنطقة الجوف وأخرى على مستوى المملكة لرد العرفان لهما بما قدماه للحراك التشكيلي على الصعيد الفكري والفني فهو استحقاق لأناس أعطوا هذا الفن الكثير من أوقاتهم لنجده نحن الأجيال التي تليهم قاعدة صلبة يمكننا السير على خطاهم. فلا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والعرفان لجمعية الثقافة والفنون لمنحي الفرصة لتحقيق هذا الهدف ولدعمها لشباب هذا الوطن باختلاف اهتماماتهم وتوجهاتهم الفنية لتؤكد أن هذا من واجبها وحق أبناء هذا الوطن عليها فهي أشبه بالجزيرة المخضرة بين أمواج البحار المزمجرة لتكون الملاذ للمبدعين من الشباب ليتفننوا عليها. الشاهد هنا أن جمعية الثقافة والفنون هي كيان يحتوي كل الفنون بقناعة تامة وهذه القناعة تترسخ في المبادئ التي قامت عليها الجمعية وعليها لابد أن تكون الجمعية هي المدافع عن فكر ورؤى كل نغم ولون ومشهد مسرحي ولا نترك المجال لأي تيار آخر ليملي رؤاه علينا فإن لم تكن كذلك فلا قيمة لأي مبدع قد احتوته الجمعية.