استكمالا لمقالتي الأسبوع الماضي عن زيارتي لمنطقة تهامة وتجربتي مع الأرملة السعيدة وأبنائها العشرة، أمضيت خلال هذه الرحلة يوما بليلة في مدينة أبها البهية التي ذكرتني تضاريسها كثيرا بلبنان وجبلها الشهير لدرجة جعلتني أقارن بين الاثنتين وأتساءل لماذا تظهر أبها بهذا الشكل المتواضع؟ من حيث البنية التحتية ومستوى الخدمات العامة من مطاعم وفنادق ومنتزهات ومحلات تجارية وفعاليات ترفيهية. كانت أبها شبه ميتة من حيث عدد الزوار والسائحين على الرغم من جمال المكان والطبيعة الخلابة والجو العليل. لماذا تقف أبها عند زمن غابر كمصيف بسيط لا يحمل مقومات المصايف العالمية؟ وفي المقابل نرى في الجزء الأسفل من جبال السروات أعدادا كبيرة من شباب في مقتبل العمر عاطل يهيم بحثا عن وظيفة كريمة، وهو عرضة للانحراف. بدا منطقيا لي أن ربط الأشياء ببعضها يمكن أن يخدم المصلحة العامة ويكفل الاستخدام الأمثل لمقومات هذا الوطن ويحقق فرصا رائعة للاستثمار وتحسين الدخل وتوفير فرص العيش الكريم للجميع. المعطيات المتاحة حاليا تبدو كما لو أنها كانت مقدمة لنا على طبق من ذهب. أن نبني أبها لتكون منطقة سياحية تستقطب السياح من جميع دول العالم، وأن ندرب شباب تهامة على العمل في قطاع الضيافة والسياحة، وبهذا نحافظ على مدخراتنا وعلى شبابنا من الضياع. اعتقد أن لدى هيئة السياحة خططا فعالة لبناء هذه المدن واستقطاب السياحة وتوفير فرص عمل لأبنائنا، فما هي عوائق تنفيذ هذه الخطط؟ ليس في السياحة النظيفة خطر، ولكن في شباب يافع بلا عمل أكبر خطر من شأنه أن يقوض مقومات أي وطن.