في الثمانينات من القرن الماضي، خرج علينا أناس يدعون أنهم شاهدوا بأم أعينهم ملائكة تحارب إلى جانبهم في أفغانستان، بحيث يرمي المجاهد آنذاك الحجر، ثم يتحول هذا الحجر إلى قنبلة، وتنفجر الدبابة الروسية، حتى وصل بالبعض أن يتصدر منابر صلوات الجمعة، ويؤكد أنه شاهد الملائكة في جبال تورا بورا، ومن يعارض ذلك الشيخ، ربما يقع في مصيبة! حتى إنّ بعض شبابنا ذهبوا للجهاد، ولكن انتهى بهم الأمر في غوانتناموا، بعد أن تحول هذا الجهاد إلى إرهاب! ولكن اليوم يعيد التاريخ نفسه، في القرن الواحد والعشرين، خاصة عندما نشاهد بعض المحسوبين علينا، يؤكدون رؤية الملائكة في سوريا. لا أعرف حتى الآن ماذا يريدون لشبابنا؟! هل يريدون تصديق كذبتهم الجديدة، والذهاب للجهاد في سوريا؟ أم يريدون الزج بهؤلاء الشباب مثلما حصل بالماضي؟ لكن أين سينتهي بهم الأمر بعد ذلك؟ في سجون غوانتناموا الإيرانية؟ أم السجون الروسية هذه المرة؟ لا نسمع من يطلق هذه الإشاعات غير الذين كانوا في السابق إلى جانب القاعدة، والذين بدلوا جلودهم بعد الحادي عشر من سبتمبر، ولكن يبدوا اليوم، أن حنين القاعدة مازال يخيم على تفكيرهم، ويهدفون من هذا القول إننا هنا، ومازلنا، ولا أستغرب غداً يخرج علينا أحدهم، ويزعم أنه شاهد الملائكة في اليمن إلى جانب مرتع القاعدة، وبذلك يكون المشهد قد اكتمل. نظام الأسد سوف ينتهي، دون أن نضع كذبة جديدة، ونغرر بأبنائنا، ولا نزج بفلذات أكبادنا، ونحن نعرف النتيجة مسبقاً، ولا نعيد لأنفسنا تجديد الإرهاب، بعدما تخلصنا منه بأعجوبة، وبذلت وزارة الداخلية مشكورة كل جهدها كي تعيد المغرر بهم إلى الوطن، ومازال العالم يتذكر ماذا فعل أبناؤنا، وما جلبوه من كوارث للوطن! للأسف مازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم، لكن من المستفيد من كل هذا؟ ولماذا يكررون كذبتهم للمرة الثانية؟ هل المستهدف الجيل الجديد الذي لا يعرف الإرهاب؟ أم الهدف شي آخر لا نعرفه؟! وأتساءل لماذا لا يحاكم من أطلق هذه الإشاعات وأراد بذلك هدم تفكير شبابنا؟ ولماذا يطلق له العنان؟ هذه الإشاعات خطيرة، وقد تدخل تفكير الكثير من شبابنا، خاصة الجيل الجديد، لكن من يدفع ثمن هذا التغرير؟ وأجزم أن من أطلقها لا يريد لمملكتنا الحبيبة خيراً، بقدر ما يبحث لنفسه عن مكانة.