تفاجأ الشاب ” و” الذي كان عريساً في ليلته الثانية والذي نزل ليشتري من احدى البقالات وزوجته في السيارة حين عودته بمجموعة من محتسبي الهيئة يأخذونه بالصوت العالي ويتهمونه بأن المرأة التي معه ” صديقته ” فما كان منه إلا أن حلف لهم بأنها زوجته وأنه عريس يقضي أولى ايامه معها , لكنهم أصروا على اتهامهم له فقال لهم ” خذ جوالي وكلم أبوها ” فرفض رجل الهيئة ذلك معتبراً أن قراره النهائي أن هذا الرجل يختلي بامرأة اجنبية وليس لديه وقت للتأكد واكتفوا بترديد أثبت أنها زوجتك ! فعاد العريس المغلوب على أمره وقال ” كلم أخوها سأتصل أنا لك على أخوها ” فرفض محتسب الهيئة طلبه مجدداً، أخرج العريس البائس بطاقته وأراهم أنه متزوج وأن هذا اسمها في بطاقته، لكنهم أصرّوا على أن يصعد معهم إلى الجمس وأن يعرف بقية التفاصيل في القسم فاستأذنهم أن يوصل عروسه البائسة إلى الشقة ويعود إليهم وحين عاد إليهم أرسلوه إلى مركز شرطة النسيم وقالوا اذهب الى هناك لإكمال اجراءاتك ثم عد إلينا، وحين اتجه العريس المسكين إلى هناك قالوا له في الشرطة ننتظر أوراقا بخصوصك ولكن انتظر في التوقيف حتى تصل ! وأدخلوه التوقيف في العاشرة ليلا وبقي هناك يوما كاملاً وحين خرج وسألهم هل وصلت الاوراق من قسم الهيئة قالوا له لا أنت مُرسل إلى هُنا فقط لقضاء عقوبتك، ورجع العريس المسكين الذي ترك زوجته لوحدها يوما كاملا بسبب سوء ظن وإنكار للأدلة ومكابرة من محتسبي الهيئة دون أي مبرر سوى أنهم ” يظنون ” أنها ليست زوجته. فتوجه إلى مدير القسم بالهيئة للتظلم إليه من رجاله في كونه قضى عقوبة على جرم لم يرتكبه في الوقت الذي امتلك فيه كل الادلة على صحة موقفه كمتهم بريء، لكن مدير الهيئة خيب ظنه هو الآخر وقال له ” إن لم تخرج من هنا أثبتنا عليك التهمة وجئنا بالبنت وسين وجيم والا اكتفِ بعقوبة التوقيف واخرج من هُنا” قال العريس المتهم: “ماذا تٌثبت عليّ ؟! أنني كنت بصحبة زوجتي في سيارتنا في امان الله ! ” لكن مدير القسم أصر على موقفه وخرج العريس المظلوم بعد أن عوقب على جرم واحد هو أنه اصطحب زوجته معه إلى البقالة، وعاد إليها بعد أن تركها لا تعرف عنه شيئا ليوم كامل ولكم أن تتصوروا حجم الحرج والخوف والقلق الذي وقعت فيه المسكينة وهي تنتظر عريسها المُعاقب ! هل يمكن لأحد أن يتصور حجم المُكابرة عند المحتسب الذي يرفض كل الادلة في مقابل أن يحقق ظنه الفاسد، وإذا كان الناس حتى مع الدليل لا يسلمون من ظلم المحتسبين وعقوبتهم فكيف نستطيع أن نأمن على أنفسنا من تهمة ما إذا كانت أدلتنا كلها دامغة أمام عجرفة وظلم المحتسب واصراره على اتهامه ؟ إنها مهزلة قد يتعرض لها أي متزوج مالم يتم ايقاف هؤلاء المحتسبين المُكابرين، ومحاسبتهم وتصفيه الجهاز من أمثالهم.