الأحساء – محمد بالطيور العفالق: الرياضة استثمار ناجح وجاذب لرؤوس الأموال النعيم: علينا التعلم من تجربة مدينة مانشستر الشامي: مشاركة هجر والفتح بدوري زين أنعشت الفنادق أصبحت الرياضة عنصراً مهماً وداعماً رئيسياً لاقتصاد كثير من الدول، فبعد أن كانت تمارس للتسلية والترفيه باتت صناعة تشكل مورداً رئيسياً للاقتصاد من خلال العائد المالي الكبير من تنظيم المسابقات والبطولات الرياضية التي عادة ما تستقطب عدداً كبيراً من الجماهير، فضلاً عن وسائل الإعلام والشركات والمؤسسات الراعية لتلك المنافسات بهدف الترويج لمنتجاتها. وبالحديث عن العوائد المالية التي حققتها الأندية من الرياضة، تبرز الأحساء في واجهة المناطق السعودية التي انتعش قطاعها الاقتصادي خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال وجود ناديي الفتح وهجر في دوري زين للمحترفين، حيث أسهم ذلك في نشاط ملحوظ في قطاع الفنادق والشقق المفروشة، والقطاع الصحي، وشركات النقل وتأجير السيارات، والمطاعم والمجمعات التجارية، بالإضافة إلى تنشيط الجانب السياحي في المنطقة من خلال قيام بعض الفرق الرياضية بزيارة بعض المواقع السياحية والأثرية. وأشارت بعض التقديرات إلى أن الرياضة أضافت إلى القطاع الاقتصادي في الأحساء أكثر من 25 مليون ريال سنوياً، وسط توقعات بارتفاع العائدات إلى أكثر من 35 مليون ريال في حال صعود فريق ثالث إلى دوري زين للمحترفين، كفريق الجيل الذي كان ينافس على المقدمة في دوري الدرجة الأولي هذا الموسم. لكن النقلة الكبيرة التي تشهدها الرياضة بالأحساء تواجه تحديات كبيرة -بحسب عدد من المسؤولين- إذ إن المنطقة بحاجة إلى تطوير البنى التحتية من خلال إنشاء ملاعب إضافية، ووسائل نقل حديثة، وتفعيل المطار من خلال تسيير رحلات إضافية ومباشرة، كما أن الأندية الرياضية بحاجة إلى الدعم المادي لتواكب التطور الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات. عاصمة الرياضة صالح العفالق وأكد رئيس غرفة الأحساء، صالح العفالق، أن الرياضة تعدّ حالياً مجالاً استثمارياً خصباً وجاذباً لرؤوس الأموال، مشيراً إلى أن عديداً من الدول بدأت في استقطاب السياح عن طريق تنظيم الأنشطة والمسابقات الرياضية، منها دولة قطر الشقيقة التي عُرفت على مستوى العالم من خلال تنظيم واستضافة عدد من المناسبات الرياضية، وآخرها الفوز باستضافة كأس العالم 2022م. وقال «لولا بروز قطر في تنظيم عدد من المسابقات الرياضية لما فازت بحق تنظيم المونديال. الرياضة ضخّت لاقتصاد قطر المليارات خلال السنوات الأخيرة من خلال توافد الجماهير الرياضية من مختلف الدول». وشدّد العفالق على ضرورة الاستفادة من الرياضة في دعم الأحساء واقتصادها، ورأى أن زيارة الأندية للمنطقة خصوصاً الكبيرة يُسهم في تنشيط عدد من القطاعات كالفنادق والمطاعم والمواصلات، مؤكداً أن المنطقة بحاجة إلى تطوير وتنمية البنية التحتية كإنشاء ملاعب إضافية تحسباً لصعود فريق ثالث إلى دوري زين للمحترفين، خصوصاً بعد أن قدم فريق الجيل مستوى متميزاً في دوري الدرجة الأولى ونافس على المقدمة وقد يوفق في الموسم المقبل، مما سينعش المنطقة، ووقتها ستصبح الأحساء عاصمة للرياضة في المملكة، مشيداً بالنتائج الإيجابية لفريقي الفتح وهجر الموسم الحالي، مرجعاً ذلك إلى التخطيط الإداري السليم وتقديم الدعم المناسب. نمو الاقتصاد عبدالرحمن النعيم من جانبه، قال رئيس نادي هجر، المهندس عبدالرحمن النعيم، إن الرياضة أصبحت تمثل داعماً كبيراً لاقتصاد المدن، مستشهداً بمدينة مانشستر الإنجليزية التي نما اقتصادها بشكل كبير بسبب وجود اثنين من أكبر الأندية في العالم بالمدينة، وهما مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، مشيراً إلى أن بقاء هجر والفتح بدوري زين للمحترفين سيُسهم في تسليط الضوء على المنطقة وينمي اقتصادها من خلال انتعاش الفنادق والمطاعم والنقل العام كالخطوط الجوية والسكك الحديدية وشركات تأجير السيارات والقطاع الصحي كالمستشفيات والمستوصفات. ورأى أن هبوط أي من الفريقين هجر أو الفتح إلى دوري الدرجة الأولى سيتسبب في انخفاض موارد تلك القطاعات بنسبة لا تقل عن 50%، في حين أن صعود الجيل سيضيف حوالى 30% من خلال التنافس وزيادة عدد الفرق التي ستزور الأحساء، مؤكداً أن المنطقة بحاجة إلى منشآت رياضية جديدة وفنادق ومستشفيات ومطاعم، والأهم من كل ذلك تفعيل مطار المنطقة من خلال زيادة عدد الرحلات بين الأحساء والمدن السعودية الأخرى، وتوفير رحلات مباشرة، والاستفادة من شركات الطيران الخاصة في نقل الفرق الرياضية لحل مشكلة عدم توفر حجوزات كما حدث خلال الفترة الماضية، فالخطوط السعودية بحاجة إلى المنافسة، وعلى الرغم من خدماتها المميزة إلا أن كثرة الضغوط التي تواجهها بسبب تزايد أعداد المسافرين لا تساعد على تقديم الخدمة بالشكل المناسبة، مضيفاً أن الخطوط السعودية أسهمت بشكل إيجابي في دعم الرياضة بالمنطقة من خلال رعاية بعض المناسبات، وما نتمناه مستقبلاً أن تُسهم في رعاية الأندية الرياضية وتقدم خصومات مناسبة للرحلات الخاصة بالفرق والبعثات الرياضية. تنشيط السياحة عبدالعزيز العفالق من جهته، نوّه رئيس نادي الفتح، المهندس عبدالعزيز العفالق، بالتأثير الإيجابي على اقتصاد المنطقة من وجود ناديي هجر والفتح بدوري زين للمحترفين، من خلال التعريف بالمنطقة على مستوى العالم العربي عبر وسائل الإعلام التي تنقل الأحداث الرياضية، ما يُسهم في تنشيط الجانب السياحي، مشيراً إلى أن عديداً من القطاعات الاقتصادية تستفيد بشكل مباشر من خلال مشاركة هذين الناديين في دوري الكبار واستقطابها لعدد من الأندية ذات الكثافة الجماهيرية، إلا أن الفائدة التي تعود على الرياضة في المنطقة من تلك القطاعات محدودة. وشدّد على أهمية تطوير البنية التحتية خصوصاً المنشآت الرياضية، فالمتوفر حالياً لم يعد كافياً لمواجهة كثرة المشاركات، مؤكداً على ضرورة توفير رحلات جوية مباشرة بين الأحساء ومناطق المملكة الأخرى لتوفير الأجواء المناسبة للفرق والبعثات الرياضية، وما يحدث حالياً من عدم توفر الحجوزات أو التوقف في عدد من المحطات، ما يتسبب في إرهاق اللاعبين وبالتالي تباين مستوياتهم من مباراة إلى أخرى. عائدات كبيرة صالح الشامي فيما أكد مدير عام فندق كورال بلازا، صالح الشامي، أن مشاركة ناديي هجر والفتح بدوري زين للمحترفين أسهم بشكل إيجابي في دعم القطاع الفندقي في المنطقة، الذي يستقبل سنويا 48 زيارة للأندية الرياضية، حيث أضاف ذلك لاقتصاد المنطقة حوالى 25 مليون ريال، من خلال العوائد التي تضخّها تلك الأندية للقطاعات الاقتصادية المختلفة. وتوقّع زيادة العائدات الاقتصادية خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن صعود فريق ثالث إلى دوري زين للمحترفين في المواسم المقبلة سيضيف للمنطقة 22 زيارة أخرى لتصبح 66 زيارة سنوية، الأمر الذي سيرفع العائدات إلى أكثر من 35 مليون ريال. وطالب القطاعات المستفيدة من المسابقات والبطولات الرياضية بالإسهام في دعم الأندية بالمنطقة، سواء عبر تقديم الدعم المالي المباشر أو بتقديم التسهيلات لتطوير الأندية بما يُسهم في بقائها ضمن دوري زين للمحترفين نظير ما تقدمه من دعم كبير لاقتصاد الأحساء.