قال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إن بلاده على أعتاب مرحلة مصيرية لا خيار أمامه فيها إلا النجاح، في إشارةٍ إلى يوم غدٍ الخميس موعد بدء الانتخابات البرلمانية، محذراً من محاولات التشكيك في نزاهة الاستحقاق والداعين للتظاهر ضد نتيجته. وأبدى الرئيس ثقته في أن “الشعب الجزائري الأبي الذي يقدر أهمية الحدث وحساسية الظرف لن يخلف وعده ولن يخذل وطنه”. وجدد الرئيس بوتفليقة، خلال كلمته أمس في حشدٍ جماهيري في ولاية سطيف الواقعة على بعد 300 كلم شرق العاصمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 67 لمجازر 8 مايو 1945، دعوته الناخبين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية لخوض “مرحلة جديدة من مسيرة التنمية والإصلاحات والتطور الديموقراطي في الجزائر”. وتابع قائلا “كما خرج الشعب الجزائري في مثل هذا اليوم قبل سبعة وستين عاما موحدا معبئا هاتفا بصوته العالي معبرا عن موقفه المشهود مدافعا بشجاعة وشهامة عن قضيته الوطنية، أدعو الجميع إلى الخروج يوم الاقتراع خروجا حاشدا”. ودعا الرئيس، الذي تجاوب المواطنون مع خطابه بالتصفيق ورفع شعارات داعمة له، كل الشرائح والفئات للتعبير عن اختيارها الحر في انتخاب ممثليها من أي اتجاه أو انتماء كانوا في هذه الانتخابات التشريعية، وأضاف “هذه الانتخابات ستكون مغايرة لسابقتها متميزة من حيث المشاركة الأوسع لمختلف التيارات السياسية وكذا مشاركة واسعة منتظرة للنساء والشباب على قوائم الترشيحات”. كما شدد الرئيس بوتفليقة على أن هذه الانتخابات “ستكون متميزة من حيث الضمانات العديدة التي وفرناها لتكون كما يريدها شعبنا نظيفة شفافة، انتخابات ناجحة بفضل مساهمة الجميع، قضاء مستقلا وإدارة محايدة وأحزابا فاعلة وجمعيات نشيطة يقظة وصحافة حرة ومراقبة وطنية ودولية إلى غير ذلك من الإجراءات”، في إشارة إلى الإجراءات التي تم توفيرها من بينها الإشراف القضائي على العملية الانتخابية إلى جانب حضور ملاحظين دوليين بدأوا الانتشار في مختلف الولايات الجزائرية. وذكر بوتفليقة أن القيام بالواجب الانتخابي “أمانة عظمى من بين أمانات المواطنة الواعية الراشدة” وهي تقتضي كما أضاف، “تحكيم الضمير الوطني إيمانا واحتسابا في اختيار البرامج والمرشحين والمرشحات الأكفاء الخالين مما يعرض أهليتهم السياسية والأخلاقية للطعن”. ووجه الرئيس بوتفليقة حديثه إلى قادة الأحزاب، المتخوفين من تزوير الانتخابات والمهددين بالتظاهر ضد نتائجها، قائلاً “لابد لهم أن يقتنعوا بأن هذه المرحلة من حياة بلادنا لا تسوغ البتة التصرفات الشائنة وغير المرضية في تعاطي المنافسة الانتخابية، تلك التصرفات الدونية التي تمس بصدقية مجالسنا المنتخبة وتحط من القيمة المعنوية والأخلاقية لخدمة المواطن لأمته في المجال السياسي”. كما أعرب الرئيس بوتفليقة أيضا عن أمله في أن يكون نجاح الانتخابات التشريعية “في مستوى الجهود التي بذلت في التمهيد لها وشرح الرهان الكبير المعقود عليها”.