هذا ما تطلبه منا إعلانات البنوك مع تباشير الصيف، وهي تدغدغ أحاسيسنا بمنظر لشاطئ استوائي ونحوه مما صرنا نعرفه أكثر من خبراء الدعاية والإعلان.. الإعلان يبلغ مداه الترويجي للمحتاجين إلى تأثيث شقة أوشراء سيارة وهم في العادة ممن يبتدئ مشوار المهنة وفك بداية المربوط الذي لا يبقى على اسمه كأشياء كثيرة في حياتنا.. لن أتوجه للبنوك لأطالبها بما لا تفقهه من مواعظ التخفيف والإحسان فهي لم تنشأ لهذا أصلا!. بل سأهمس في أذن كل من يحتاج للتمويل بأن يتريث لأنه إذا تقدم بطلبه اليوم فقد يقع في الفخ غدا! إغراء الدعاية أشبه ما يكون بالدعوة للبس طوق فل أو يا سمين، بينما هو في الحقيقة (خراطة) -بلهجتنا الشعبية- أي حبل مهيأ للخنق والإجهاز على الضحية وكلما (زل) يوما زاد إحكام طوق الياسمين الخادع على رقبة الضعيف.. سأهمس للشاب العريس بأن يؤخر سفرة شهر العسل عاما أو اثنين.. هي ليست شرطا في عقد قرانه! وهكذا سأتعامل مع كل من ينوي الاقتراض بنصيحة تجعله يصرف النظر أو يقلل مبلغ التمويل.. السيارة القديمة ستواصل السير مع شيء من الصيانة والشقة الصغيرة بأثاثها المتقشف خير من وطأة الدين بفائدة.. يقول سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «حملت الأثقال فلم أجد أثقل من الدين».. وسئل حفيده سيدنا جعفر الصادق -رضي الله عنه- عن حكمة منع الإقراض بفائدة فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف».  سيقول لي بعض الخبثاء: «من يوصيك أنت»؟!