مع هذا الحريق الاستهلاكي الذي اكتسح الحياة ووصل حتى الجذور وبقايا الهوية و«حطها» كلها في أتون الاستهلاك. كان الأصدقاء في تويتر يحاولون الإمساك بما تتقلَّص قوة الإمساك به يوماً بعد يوم، وأحيوا ذاكرة القرى، فأنشأوا وسماً «هاشتاق» سموه «تراث جيزاني»، جمعوا فيه كثيراً من الأمثال والحكم والأبيات الشعبية وأختار لكم منها: “الشام درب قاس يخرج الفضّة من النحاسِ”، “لا تِآكل قصير ولا تساير طويل”، “ابن العم على العجم وابن الناس على الراس”، “سلف مسعود ما يعود”، “من ترخَّص اللَّحم عاقبه الله في المرق”، “مِنَاحْ ودبيتها معاها”، يعني «من يمنح شيئا ثم يأخذ منه»، “انقلب أمعير برحله” والمقصود «تغير الرأي إلى رأي آخر»، “أقعد بحنَّاك يحنى إذا كثرت خطاها أعرف أنها ربَّاضة” ويضرب هذا المثل «لكثير الكلام الذي لا يفعل شيئا»، “إذا زرتك يا خبت البقر سمني ثور قال كبها وخذ أختها.. قال الله يلعنها ويلعن أختها”، “من كثر دعسه هان على نفسه”، “يا نحلة لا تقبصيني ولا أشالك عسل”، «أي اكفيني من خيرك وشرك»، “من أبى من عشاه نوَّر يشاه”، «لا تفوت الفرص»، “لقديك غارق لا تبالي بالرشوش”، «إذا بدأت في أمر فأنهه»، “اللي يقبصه أمحنش يخاف من امطفية”. أهالينا وهم يعبرون الأرض ملؤوها بحكمتهم وعطرهم ومغامراتهم، وها نحن ننظر إلى المرآة ونبحث عن الهوية، عن التاريخ، عن الأفكار الضالة وكيف تسربت؟! وعن أفكار للعيش في بلد لا يشبهه أي بلد.