يعد الورد الطائفي عطر الملوك، ويعتبر أغلى وأثمن عطر في العالم، وبات مطلب الوجاهة والتميز بين محبي العطور. ويعود تاريخه إلى العصور الجاهلية، دون أن يفقد مكانته بين عشاقه. وفيما كان أهل الطائف يستحوذون عليه، لنذرته عالميا، ساهمت معامل إنتاج ماء الورد وعطره في انتشاره عالميا، ولم يقتصر وجوده على السوق المحلي. تحتضن محافظة الطائف، التى تتربع على قمم جبال السروات، أكثر من ألفي مزرعة للورد، منتشرة في مناطق الهدا والشفا والغديرين والضحياء ووادي محرم وغيرها، وأسهم ارتفاع الطائف عن مستوى سطح البحر بنحو 6400 قدم في أن تكون المزرعة المثالية للورود. وبينما لا تبعد المحافظة أكثر من ثمانين كيلو مترا عن أطهر بقعة على وجه الأرض، مكةالمكرمة، يفتخر الورد بأنه العطر الذي يتطيب به بيت الله مرتين في العام، بعد أن يخلط بماء زمزم. ويحتل الورد الطائفي مكانا بين الهدايا، حيث يتناقله الناس ويتبادلون إهداءه في المناسبات. وأطلقت الطائف مهرجانا للورد في العام 1426ه، وتواصل حتى هذا العام، الذي اكتسى بالصبغة الدولية، وشهد على ذلك أكثر من أربعين قنصلا عربيا وأجنبيا، وشخصيات دبلوماسية. زراعة الورد وصناعته أوضح صاحب معامل ومزارع الريان لإنتاج الورد الطائفي عايش الطلحي أن مواعيد زراعة شتلات الورد تبدأ في موسم “الطرف” كل عام، فيما تبدأ عملية الري في نهاية الموسم، ويبدأ موسم قطفه مع بداية دخول الصيف، وتحديدا في العشرين من شهر مارس، ويستمر مدة تتراوح بين 35 و45 يوما، وتختلف بداية القطف في كل عام، من عشرة إلى 15 يوما. وبين أن شجرة الورد تبلغ ذروة إنتاجها في الأسبوع الثالث من بداية الإنتاج، وتبدأ إعطاء زهرها بعد عام من غرسها، والشجرة الواحدة يمكن أن يقطف منها في المتوسط خمسون وردة يوميا. وقال يتطلب إنتاج “تولة” واحدة من عطر الورد نحو 12 ألف وردة، وسعرها يتراوح بين 1500 إلى ألفي ريال. وبين أن صناعة ماء وعطر الورد الطائفي تمر بمراحل، أهمها وضع نحو 12 ألف وردة في إناء يحوي ستين لترا من الماء، ويقفل الإناء ويشعل النار تحته، ليتبخر الماء من أنبوب متصل بخزان ماء، لكي يحدث التكثيف، وبعدها يصب في قارورة سعتها عشرون لترا، ويكون الدهن في أعلاها ثم تترك فترة من الزمن، ويسحب الدهن بواسطة برواز خاص بذلك، ويسمى الماء المسحوب (ماء العروس)، وبعده يتم التكرير بالحالة ذاتها، ويسحب عشرون لترا جديدة وتسمى (ماء الثنو). وقال بعده يعبأ دهن الورد في “تولات”، بمقاسات تتراوح بين 11 إلى 12 سم. وأشار الطلحي إلى قيام بعض الشركات السعودية المتخصصة في إنتاج العطور بافتتاح فروع لها في لندن وباريس اللتين تعدان من أكثر المدن الأوروبية اجتذابا للسياح وعشاق العطور من مختلف دول العالم. الزراعة: 257 مليون وردة سنويا ..وإنتاجها 21 ألف تولة ذكر مدير فرع وزارة الزراعة في الطائف المهندس حمود الطويرقي ل”الشرق” أن مزارع الورد الطائفي أنتجت هذا العام 257 مليون وردة، بقيمة تتجاوز خمسين مليون ريال، وأن عدد مزارع الورد 850 مزرعة في الهدا والشفا، بمساحة تتخطى 178 دونماً، وتحتضن 875768 شجرة، تنتج سنوياً 257 مليون وردة. وأفاد أن عدد المعامل التي تنتج ماء وعطر الورد يبلغ 36 معملاً، ويبلغ إنتاجها 21810 تولات سنوياً، ويحتاج إنتاج التولة الواحدة ما بين عشرة آلاف إلى 12 ألف وردة. القنصل الأمريكي: المهرجان سيجذب (العالم) توقع القنصل العام للولايات المتحدةالأمريكيةبجدة توماس دافي أن يجذب مهرجان الورد الاهتمام الدولي له في الأعوام المقبلة، وقال ل”الشرق”، بعد زيارته للمهرجان، إن ما توج به المهرجان في العام الحالي شيء جميل، وهذا يدفع الناس ليكونوا أكثر دراية بالإمكانات الهائلة لمدينة الطائف، وما يمكن أن تقدمه من أشياء جميلة. وأضاف توماس: قسم الخدمات التجارية الخارجية لدى القنصلية العامة للولايات المتحدةالأمريكية في جدة والقسم القنصلي على أهبة الاستعداد لمساعدة المسؤولين ورجال الأعمال في الطائف على جعل المدينة من أجمل المدن للعيش والزيارة، مشيرا إلى زيارته الطائف عدة مرات بصحبة دبلوماسيين أمريكيين، وكان بعضها زيارات رسمية والآخر لتمضية العطلة، ومع كل زيارة ألاحظ تحسينات كبيرة. رئاسة الحرمين ل “الشرق”: نستخدم الورد الطائفي لجودته وندرته وقال المستشار والمشرف العام على مكتب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي محمد القويفلي أن دهن الورد وماء الورد الطائفي يستخدمان بشكل يومي في تطييب الكعبة، أكثر من مرة، فضلا عن استخدامات كميات كبيرة من ذلك في غسل الكعبة مرتين سنويا، مؤكدا حرص الرئاسة على توفير ماء الورد ودهنه، لما يتميز به من جودة وندرة ورائحة، مبينا أن دهن الورد يستخدم مع الأطياب الأخرى في تطييب الحجر الأسود، والملتزم، وأجزاء أخرى من الكعبة المشرفة يوميا. خالد الفيصل وضع (الورد) هوية للطائف .. ومصنع عالمي قريبا وقال أمين عام لجنة التنشيط السياحي بالطائف الدكتور محمد قاري: منذ عدة سنوات وضع الأمير خالد الفيصل الورد كهوية للطائف وسماها حين ذاك مدينة الورد، وتوالت بعدها الاهتمامات والطموحات بتخطي هذا المنتج المستوى المحلي والوصول به للعالمية، وإشراك شركات متخصصة في الورد من الخارج في إيصاله للدول التي تعشق هذا المنتج الفريد من نوعه. وقال سيتم إنشاء أكبر مصنع لاستخراج منتجات الورد الطائفي بأحدث تقنيات مستخدمة عالميا في الدول المتقدمة، وهو المطلب الملح منذ سنوات للخروج من القاعدة المحلية إلى الدولية، موضحا أن هناك عدة اتفاقيات مع كلية العلوم بجامعة الطائف وجامعة الملك سعود للاستفادة من خبراتهم في جودة المنتج وزيادة الإنتاج. إحصائيات المهرجان العام الماضي * يقدر المجموع الكلي للحضور خلال فترة المهرجان ب(104000) زائر * يقدر متوسط عدد الحضور في اليوم الواحد ب (13000) زائر * قدم زوار المهرجان مما يزيد على (42) وجهة من مختلف مناطق المملكة وخارجها الأمير خالد الفيصل وفي يده ورد الطائف
الأمير سلطان بن سلمان وقد تقلد بالورد القناصل العرب والأجانب خلال حضورهم تدشين مهرجان الورد الطائفي الدولي