ناقش اليوم الأخير من أيام مؤتمر الشباب الخليجي، مساء أمس في الرياض، عدداً من الأمور والقضايا المتعلقة بالمكونات الاجتماعية لدول الخيلج، وتبيان أهمية هذه الجوانب للاتحاد، مسلطين الضوء على عدد من الأمور التي باتت تشكل عائقاً كبيراً للاتحاد منها الطائفية والقبلية. الأمران اللذان يسير على نهجهما أغلب الدول الخليجية. جاء هذا في ورقة تحت عنوان: «المكونات الاجتماعية لدول الخليج العربية، ورقة حمد مجيغير، الذي تحدث فيها بداية عن أهمية الجانب الاجتماعي للاتحاد، مشيراً إلى أن التطرق للجوانب الاجتماعية لأية دولة أو كيان يعطي تصوراً واضحاً لما ستؤول إليه هذه الدولة أو هذا الكيان، مؤكداً أن علم الاجتماع يشرح سلوكيات وطبقات المجتمع بطريقة واضحة وصريحة، يندر أن يتطرق لها علم السياسة ولا يخوض غمارها علم الاقتصاد، لافتاً إلى أن التطرق للجوانب الاجتماعية في دول الخليج بات نادراً جداً إذا ما قورن بكمية التطرق للجوانب السياسية والاقتصادية. كما تطرق إلى أوجه التشابه الاجتماعي في دول الخليج على الفرد والأسرة. فيما جاءت الورقة الثانية من دولة الكويت، قدمها مشعل خالد القحص، متحدثاً عن الظروف التي تغيرت، والمعطيات التي تبدلت، وعن الأوضاع الإقليمية والدولية التي تطورت بشكل متسارع ودراماتيكي، مما جعل قادة المجلس يستشعرون بأنه آن الأوان لتغيير منظومة المجلس بحيث تكون ملائمة ومتسقة مع ما يحصل من تطورات وتغيرات تمس المجلس ودوله. من جهتها، تحدثت إيناس الشيادية، في الورقة الثالثة للجلسة الثالثة، بتبيان أهمية دور وسائل الإعلام بكافة أشكالها، وبغض النظر عن كونها وسائل جديدة، أو تقليدية، فإن لها دوراً كبيراً جدا في تحقيق التعاون والتكافل بين أبناء المجتمع الخليجي، موضحة ذلك بأن الإعلام مؤسسة ضخمة تستطيع التأثير بالرأي الذي تتبناه على المتلقين، والتأثير على المجتمعات بأفكاره وأهدافه. وانتهى المشاركون في المؤتمر إلى إقرار عدد من التوصيات، كان أهمها العمل على وضع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية إلى انتقال دول الخليج العربية من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد، موضع التنفيذ لما تمثله من تعبير عن مطالب الشعوب الخليجية وعن الضرورات الإستراتيجية الملحة، وأن تستهدف عملية الانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد إقامة كيان دفاعي منيع قادر على مواجهة الأخطار الخارجية جميعها. إضافة إلى ضرورة أن يفضي الاتحاد إلى تعزيز مكانة وثقل دول الخليج العربية إقليمياً ودولياً، وأن يعزز من قدراتها التفاوضية في المحافل الدولية وضرورة أن تعزز كل دولة البنية المؤسساتية للأجهزة السياسية الموجودة حاليا، وخلق مؤسسات جديدة من أجل تعزيز العملية الاتحادية ذاتها، وذلك أن نجاح الكيان الاتحادي في تحقيق الأهداف المرجوة منه يعتمد وبشكل كبير على مدى فعالية المؤسسات السياسية في الأقطار المشكلة له. وأهمية أن تتجاوز عملية الانتقال من التعاون إلى الاتحاد في إطار ردود الأفعال المؤقتة، وأن يبنى الكيان الاتحادي كإطار مؤسسي جامع معبر عن المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية طويلة الأمد لمواطني دول الخليج العربية.والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الخليج العربية بشكل يستهدف تنويع قواعدها الاقتصادية ومصادر دخلها بما يحقق رفاهية شعوبها، ويقوي مكانتها الاقتصادية الدولية. إضافة إلى أن يعكس الاتحاد دور دول الخليج العربية كمصدر رئيس موثوق للطاقة عالميا بما يدعم مكانة دول الخليج العربية على المشهدين السياسي والاقتصادي الدولي. وتوحيد التشريعات الاتحادية ذات الطابع الاقتصادي والتزام دول الخليج العربية بها. كما أوصى المؤتمر أن يفضي الاتحاد إلى زيادة فرص العمل للشباب الخليجي وسهولة تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن أقطار الاتحاد.وإنشاء «مركز خليجي موحد لدعم وتوجيه الشباب إلى سوق العمل» بما يزيد فرص العمل للشباب الخليجي، ويسهل من تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن أقطار الاتحاد بما يساهم في تعميق المواطنة الخليجية. وأخيراً اختتم المؤتمر توصياته بإنشاء جمعية للشباب الخليجي لدعم مبادراتهم تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. حضور كبير شارك في مؤتمر الشباب الخليجي (الشرق)