حذر مقاولون من أن نقص مادة البيتومين (الإسفلت) التي تنتجها شركة أرامكو، من مصفاتها، سيؤثر سلباً على مشروعات 40% من مقاولي السعودية، موضحين أن هذا النقص سينعكس تحديداً على مشروعات وزارة النقل، مطالبين أرامكو السعودية بحل هذه الأزمة في أسرع وقت، منعاً لإيجاد سوق سوداء للمادة ذاتها، ترفع أسعارها من 300 ريال إلى 1200 ريال للطن الواحد. في الوقت نفسه، انتقد مقاولون أرامكو السعودية، متهمين إياها باتباع أسلوب مزعج لهم، قالوا إنه يرسخ البيروقراطية في إنجاز المشروعات، داعين إياها إلى إلغاء شرط صرف مادة البيتومين بحسب عقود المشروعات، التي تثبت حجم حاجتها إلى المادة ذاتها، وطالبوا بزيادة إنتاج المادة وتوفيرها على مدار العام. وتلقي أزمة نقص مادة البيتومين التي تنتجها وحدة إنتاج الإسفلت في مصفاة رأس تنورة بظلالها على صغار المقاولين في السعودية، بحسب رئيس شركة ناصر السبيعي للمقاولات، ناصر السبيعي، الذي أكد أن «هذه الأزمة أثرت على استثمارات تقدر بمئات الملايين من الريالات في قطاع المقاولات، وقال: «بسبب أعمال الصيانة التي تجريها أرامكو السعودية على وحدة مصفاة رأس تنورة، تقلص إنتاج مادة البيتومين، مما أثر على مشروعات صغار المقاولين، الذين ليس أمامهم سوى السوق السوداء لتأمين حاجتهم من تلك المادة»، مشيراً إلى أن «أرامكو تبيع الطن من البيتومين ب 300 ريال، بينما يباع في السوق السوداء بنحو 1200 ريال»، مبينا أن «كبار المقاولين، لا يجدون مشكلة في توفير هذه المادة، إذ يقومون بشرائها من أرامكو في أوقات توفرها، ومن ثم الاحتفاظ بها في خزانات خاصة، واستخدامها وقت الحاجة، بينما لا يستطيع صغار المقاولين، وهم يشكلون نحو 40% من عدد مقاولي السعودية، فعل هذا الأمر، إما لعدم وجود خزانات لديهم، أو لعدم استطاعتهم توفير ميزانية خاصة لتأمين هذه المادة بكميات كبيرة، مما يؤثر على مشروعاتهم». وانتقد السبيعي «أرامكو»، وقال إنها تعمل على إزعاج المقاولين بشروط مبالغ فيها. وقال: «الشركة توزع حصص البيتومين على المقاولين، وتطلب منهم شهادات أو عقوداً تثبت حجم احتياج مشروعاتهم لهذه المادة، وهذا أعتبره عطلة وبيروقراطية لا داعي لها، والأفضل من ذلك، أن تعمل الشركة على توفير المادة بكميات كبيرة في الأسواق، وأعتقد أن الكاسب الوحيد من توفيرها هو أرامكو نفسها»، محذراً من «رفع أسعار المادة من قِبَل أرامكو». وقال: «أي زيادة في السعر سيكون لها انعكاسات سلبية على المشروعات المنفذة، وأعتقد أن السعر الحالي، وهو 300 ريال للطن، يضاف إليه مصروفات النقل سواء من مصفاة الرياض أو رأس تنورة أو ينبع، هو سعر يناسب المقاولين». وأرجع المقاول عبدالرحمن العطيشان، النقص الحالي في مادة «البيتومين» إلى تزامن تنفيذ عدد من المشروعات الكبيرة من قبل المقاولين، في نفس التوقيت، الذي تجري فيه أرامكو السعودية أعمال صيانة في وحدة مصفاتها في رأس تنورة، وقال: «أصبح مألوفا لدى كل عام نقص المادة، بسبب قيام أرامكو بإجراء أعمال صيانة على وحدة مصفاة رأس تنورة، التي تستمر ثلاثة أشهر، ابتداءً من شهر فبراير الماضي، وتنتهي هذا الشهر (أبريل)»، موضحاً أن «الشركة تجري عمليات الصيانة دون الأخذ في الاعتبار ما قد يتعرض له صغار المقاولين». وأكد أن قيام أرامكو بتخزين المادة كاحتياطي أثناء عمليات الصيانة، لا يستفيد منه إلا كبار المقاولين، أما الصغار، فتتوقف مشروعاتهم أو تؤجل أو تلغى نهائياً».