تكبدت الخمسينية أم أحمد ضغوطات ديون تراكمت عليها، واضطرت للسكن وحيدة في عمارة تضم وافدين بلا أنيس، واختارت أن تعرف عن نفسها ب (أم أحمد) رغم أنها لم تتزوج وليس لها أبناء، وقالت «للشرق» قضيت عمري أخدم والدتي نظرا لظروف مرضها وساعدتها في تربية أخواتي، ورفضت الزواج كي لا تقع المسؤولية عليها وحدها، حتى اختارها الله، بعدها تزوجت أخواتي ولم يبق غيري، وعرضت علي إحدى أخواتي السكن معها، إلا أني رفضت كي لا أحرجها مع زوجها، ولدي أخوان لا يعترفون بوجودي ولم يسبق لهم حتى السؤال عني، وهذا ما دفعني للسكن في إحدى العمائر السكنية في حي الشرفية بمبلغ إيجار شهري 700 ريال، جميع نزلائها وافدون ولا يسكنها سعوديون، كما أنها تفتقر للنظافة، وكثيرا ما تأذيت من الروائح الكريهة التي لاتزول، مهما حاولت تلطيف الجو بوضع البخور أو غيره»، مبينة أن ليس لها دخل غير ما تتقاضاه من الضمان الاجتماعي، وتشرح معاناتها وتقول» أثقلني الدين الذي يبلغ 97 ألف ريال، وهو ثمن إيجار تراكم علي مدة سنة و أربعة شهور، بمبلغ 11200ريال شهريا، فيطالبني صاحب السكن القديم بحقوقه وليس بيدي شيء، وليس لي بعد الله غير عون أهل الإحسان لي، فكم أتمنى لو أنام مرتاحة البال من هذا الدين». وتوضح أم أحمد» لم أندم يوما على تضحيتي من أجل والدتي، وأتمنى من الله الأجرعلى ما فعلته، وكم تمنيت لو أني لم أترك دراستي، كي أتوظف بشهادتي وأسد حاجتي». مبينة أنها امتنعت عن حضور المناسبات والحفلات منذ زمن بعيد، وتضيف» استحي من زيارة أحد لأني لن استطيع استقبال أحد في هذا المنزل، حتى أني أبقى وحيدة في شهر رمضان تفاديا لإحراج نفسي مع الناس». وتواصلت «الشرق» مع مدير إدارة العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية في جدة فهد العيسى، الذي أوضح أن في مثل حال السيدة أم أحمد، تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بالبحث في دخلها، والتحري عن سكنها، ومحاولة إيجاد مكان لها في أحد الأربطة الخيرية، إضافة إلى إمكانية مساعدتها من قبل الجمعيات الخيرية والعمل على تسديد ديونها، منوها أن عليها التقدم إلى قسم الإشراف النسائي في مقر وزارة الشؤون الاجتماعية. أم أحمد تتحدث إلى محررة الشرق (الشرق)