يبقى العربي شطر عمره أسيراً لشطر بيت من الشعر حتى لو كان الواقع يفضح أماني الشعر الواهمة.. قرأتم أخبار جيراننا العرب معنا في أربعة أخبار خلال عشرة أيام: اختطاف للقنصل السعودي من عصابات متطرفة في عدن.. مساومة على سائحين سعوديين في لبنان.. تهديد بمعاقبة السفير السعودي في مصر إذا عاقبت السلطات السعودية مهرب حبوب مخدرات جاء تحت دثار العمرة.. وأخيراً وليس آخراً يستفزنا المخرج اللئيم الذي قام من على موائدنا ليشتمنا! من يظن أن هذه حالات مبتسرة فعليه أن يتوجه لفصل الإفاقة من كتاب التاريخ العربي الحديث، لمؤلفه: الزمن.. هناك سيفك قيود الشعر! وسيبصر السيلق كاملاً. الله أكبر! أين ذهبت أيام العرب ومفاخرها بحقوق الجار! أم إننا فقط الورثة الشرعيون للعروبة ومروءاتها!.. تكونت بيننا وبين بعض بيوت الجيران أدبيات من الأخذ والرد حتى قال قائلهم ذات فخر كاذب: «الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق»!.. دار الزمن دورته و»الزمن أقوى النقاد» كما يؤكد عظيم الهند طاغور.. اهترأت دويلات الورق وارتفعت دول الرجال. كسعوديين، لسنا بحاجة لمن يذكرنا بتاريخنا وجغرافيتنا بقدر حاجتنا لكشف غطاء السماحة الذي يخول الحانقين علينا من بيوت الجيران للدخول والتشويه.. لم يؤذِنا الأباعد كما آذانا ذوو القربى.. ولنتأمل مشاعر الكبير بدر بن عبدالمحسن في فترة من أهم فترات تاريخنا.. يقول في قصيدة (وقفة حق): هذي يدي ممدودة لاجل السلام هذي يدي لاجل التآخي والوئام مديتها عبر الزمن مديتها وكان الثمن أدموا يدي بأشواكهم ليه الخليج مثل الشجر.. كل ما عطى يرمى بحجر؟! قلت: أشكوا العروبة أم أشكو لك العربا! أيها السعوديون: توجهوا إلى حيث لا تطعنون من الخلف! في الناس أبدال وفي الترك راحة.. أنتم أمة من دون الناس..