ينطلق السبت “مهرجان طرابلس العالمي للشعر” في دورته الأولى التي تستمر ثلاثة أيام، ليكون أول فعالية ثقافية موسعة تضم عرباً وأجانب في ليبيا بعد الثورة. ويسعى منظمو المهرجان الذي يستمر حتى 30 أبريل، إلى أن يكون للشعر دور في الوضع الثقافي في ليبيا التي ستشهد أول انتخابات عامة منذ سنوات طويلة الشهر المقبل. ويشارك في فعاليات المهرجان نحو 30 شاعراً وباحثاً في مجال الشعر، ثلثهم من ليبيا والثلث الثاني من بلدان عربية، والثلث الأخير من دول غربية. وقال الشاعر خالد المطاوع عضو اللجنة التحضيرية لوكالة فرانس برس، إن المهرجان “جاء ليؤكد على حرية التعبير والحوار والثقافة والرغبة بالعمل مع الآخرين وللإعلان عن عهد جديد من الحرية والديمقراطية يكون للشعر فيه دور في الوضع الثقافي العام في ليبيا”. وأضاف المطاوع مشدداً على دور الشعر “في ظل الخطاب السياسي القائم وكثافة الخطاب الممنهج، ولأن الوضع صعب والوطن مشتت، فالثقافة يمكن أن تلعب دوراً في إنجاح الديمقراطية وإرساء مبادئ الحوار والاختلاف والتعددية”. وتابع يشرح بحماس “أردنا أن نقدم الشعر كجزء من الثقافة، وأن يكون الحيز الذي يتداخل فيه المحلي مع الجديد بمفاهيمه التجريدية والإنشائية، ويتحاور معه. نحب ان نعرف الجمهور الليبي بمذاق شعري جديد بشكل مستقل وبهذه الكثافة ومن اجل الشعر الذي يفتح حيز الاحتمالات والتعارف”. ويركز المنظمون، وبينهم الشاعر والطبيب عاشور الطويبي، على الرغبة في فتح طرابلس أمام الضيوف، وإظهار وجه آخر لليبيا المستقبل من خلال طبيعة التنظيم والمحتويات الشعرية التي يقدمها المهرجان. كذلك يشدد المنظمون على أن حضور الشعر في طرابلس هو فتح للمجال أمام حرية التجمع وحرية الإبداع وحرية التعبير إذ إن “الحرية الحقيقية ليست في أن تتمكن من الكلام في السياسة، وإنما أن تستطيع التكلم في كل شيء”. ويشارك في المهرجان إلى جانب الشعراء الليبيين، شعراء من سوريا ومصر وفلسطين والأردن والإمارات والسعودية والجزائر والمغرب وتونس. ونذكر من المشاركين أحمد الملا من السعودية ورشا عمران من سوريا. ومن خارج العالم العربي، يشارك شعراء من إيطاليا وأيرلندا وبريطانيا ومن الولاياتالمتحدة أيضاً. وإلى جانب القراءات الشعرية حرص المهرجان الذي تنظمه “دار الفقيه حسن” ويقام بالتعاون مع جمعية “أريتي للثقافة والفنون”، على برمجة أربع ندوات تتناول أولاها وضعية الشعر في عصر التحولات الكبرى وقدرة الشعر المكتوب على لعب دور في أنسنة التغييرات الكبرى التي تجري في العالم. وتتناول الندوة الثانية موضوع الشعر في زمن العولمة الرقمية وحيث لا يتوانى الشباب عن نشر قصائدهم على شبكات الإنترنت . وتطرح الندوة أسئلة من نوع: هل يناسب شعرنا الآن عصر التكنولوجيا الرقمية والتغييرات التي ستدخلها التكنولوجيا على الشعر.. كما تتناول موضوع الشعريات الجديدة الناشئة التي افرزها التحول التكنولوجي وكيفية تقييم هذا النتاج. أما ندوة “المكان والمنفى والإبداع الشعري” فتتناول انعكاس المكان على الكتابة الشعرية ويشارك فيها شعراء يعيشون خارج أوطانهم الأصلية. وتتناول ندوة “الشعر العربي: اتجاهات وهموم جديدة” التوجهات الجمالية والثقافية والسياسية التي تشغل مخيلة الشعراء العرب اليوم في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية التي تلف بلدانهم. أحمد الملا أ ف ب | طرابلس