كشف المشرف العام على كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق العشوائية رئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة أم القرى الدكتور سمير فلمبان عن سبعة عوامل أدت إلى ظهور العشوائيات منها زيادة معدلات نمو السكان، وتدفق الهجرة إلى المدن الكبيرة، وارتفاع أسعار الأراضي المعدة للبناء، وزيادة القيمة الإيجارية للمعروض من الإسكان، إضافة إلى رغبة الأهالي في سكن أبنائهم وأقاربهم بجوارهم، وتزايد عمليات الهجرة من المناطق النائية للمدن، وتقلص ومحدودية المساكن الاقتصادية. ونفى وجود فروق بين العشوائيات في المدن المختلفة، لكنه اختص عشوائيات مكة بوجود بعض الجاليات المقيمة بصورة غير نظامية، في مناطق ذات خصوصية، تحمل طابع تلك الجاليات في موطنها الأصلي. وقال إن الانتقال إلى أطراف المدينة يعد من أسباب تكوّن العشوائيات، وإزالتها هي أحد طرق المعالجة. وبيّن أن التطوير الكلي أو الجزئي أو الإزالة الجزئية لهذه المناطق خيارات وصور أخرى للتطوير، ولكن حلول توفير مناطق سكنية بديلة مخططة ومطورة؛ لتتحول من أوضاعها غير الإنسانية إلى وضع إنساني هو ما أكد عليه أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عندما قال: إن مشروعات التطوير لا تتعلق فقط بالمباني والإعمار وليست مجرد مشروعات سكنية وعمرانية ولكنها بالدرجة الأولى مشروع إنساني للمواطن والمقيم على حد سواء. وبيّن فلمبان أن تعثر المشروعات السكنية يعد أحد أسباب تنامي المناطق العشوائية حيث أدى النقص الحاد في إعداد المساكن الاقتصادية التي تدعمها الدولة إلى عدم استفادة المواطنين من تملك هذا النوع من المساكن والاستفادة من جميع المشروعات التنموية. وأرجع تعثرها إلى افتقار معظمها إلى الإدارة الجيدة لهذه المشروعات. وقال إن الكرسي يسعى من خلال خطته العلمية إلى إجراء بحوث علمية بمشاركة عالمية ومحلية، وتحليل الوضع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والعمراني الراهن للمناطق العشوائية بمكةالمكرمة، والقيام بالنشر العلمي في مجال تطوير المناطق العشوائية، إضافة إلى عقد الندوات وورش العمل بمشاركة عدد من الخبراء المحليين والدوليين، لاستعراض الأفكار والتجارب العالمية في مجال التعامل مع العشوائيات.