طالب المشاركون في ندوة “تحديث صناعة الكتاب والنشر” بضرورة وضع ضوابط لتزوير الكتب والعمل على تفعيل القوانين التي تعاقب على هذا التزوير والقرصنة. وقالوا إن سوء التوزيع والأمية الثقافية هي أخطر المشاكل التي تهدد النشر حالياً، مؤكدين في الوقت ذاته بضرورة حل المشكلات المتعلقة بالتعليم والإعلام. وشارك في الندوة، التي نظمتها هيئة الكتاب في مصر بمناسبة اليوم العالمي للكتاب (يصادف 23 ابريل من كل عام)، عضو لجنة الكتاب والنشر الدكتور محمد فتحي، ورئيس هيئة قصور الثقافة الشاعر سعد عبد الرحمن، ونائب رئيس اتحاد الناشرين المصريين عاصم شلبي. وقال رئيس هيئة الكتاب، الدكتور أحمد مجاهد، في تقديمه للندوة، إن الكتاب صناعة وتجارة، فإذا كان المنتج جيداً فسيتم الوصول إلى صناعة جيدة، ولكن هناك ثلاث مشكلات رئيسية في صناعة النشر حالياً، أولها النشر الإلكتروني، والثانية سوء التوزيع، وهي مشكلة الوطن العربي، أما المشكلة الثالثة، فهي متعلقة بالناشر، وتتمثل في التزوير، موضحاً أن حقوق الكتاب المصري تسرق في بعض الدول العربية، وفي مصر حالياً. ووصف الدكتور محمد فتحي العلاقة بين المؤلف والناشر بالفتور، مرجعاً ذلك إلى أن كثيراً من الناشرين، في الفترة الأخيرة، اتجهوا للكتب الدراسية أو السياسية أو الدينية، كما أن الناشر يطبع نسخاً قليلة، ويتأخر في دفع مستحقات المؤلف. ولخص أهم المشكلات التي تواجه صناعة الكتاب، موضحاً متمثلة في عدم تطبيق معايير النشر على الكتاب، وعدم وجود محرر في دور النشر. وذكر أن مصر لا تهتم بالنشر الإلكتروني، وأن الناشر يخاف من إتاحة الكتاب على الإنترنت، مشيراً إلى أن الناشر يعتقد خاطئاً أن هذا يقضى على توزيع الكتاب. من جانبه، قال سعد عبد الرحمن إن القضية هي قضية قراءة، ونحن شعب غير قارئ، مشيراً إلى أن دور النشر في مصر تعانى في توزيع الكتاب، وموضحاً أن المشكلة “مرتبطة بمنظومة التعليم السيئة” الموجودة في مصر، ومرتبطة بجهات أخرى، مطالباً بحل المشكلات المتعلقة بالتعليم والإعلام قبل التفكير في أي مشاكل أخرى. بدوره أشار عاصم شلبي إلى أن مهنة النشر من أهم الصناعات في مصر والعالم العربي، لأنها تحيي المشروع الثقافي والمعرفي للعالم العربي، مؤكداً أن هذه الصناعة تحتاج دعم المؤسسات الرسمية والحكومية، وأن نجاحها مرتبط بالمشروع المجتمعي، كما أن النشر مرتبط بأوضاع المجتمع. وحول النشر الإلكتروني، قال شلبي إن النشر على الانترنت هو تطور طبيعي، ويجب على الناشر أن يواكب العصر. أروى حسن | القاهرة | عبد الصبور بدر