سادت حالة من الارتياح بين الأوساط السياسية والشعبية في مصر بعد قرار وقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، فيما أكد خبراء إستراتيجيون أن ذلك لن يؤدي إلى صراع عسكري بين مصر وإسرائيل، لافتين إلى عدم الارتباط بين اتفاقية الغاز واتفاقية كامب ديفيد. وأكد الخبير الاستراتيجي، اللواء سامح سيف اليزل، أنه لا يوجد تعاقد مباشر بين مصر وإسرائيل بشأن تصدير الغاز، وأوضح أن التعاقد تم بين الهيئة العامة للبترول في مصر وشركة شرق المتوسط (إي إم جي)، وهي الشركة الوسيطة التي يمتلك رجل الأعمال الهارب حسين سالم نسبة منها، مشيرا إلى أن «كامب ديفيد» لا تتضمن نصا عن تصدير الغاز. وقال سيف اليزل إن شركة شرق المتوسط توقفت عن دفع مستحقاتها إلى الهيئة العامة للبترول منذ فترة بحجة الانفجارات التي تحدث في خطوط الغاز من آن لآخر، وبالتالي فإنه طبقا للتعاقدات التجارية من حق الهيئة قطع خدماتها لأسباب تجارية بحتة. ومن الناحية السياسية، أشار سيف اليزل إلى أن إسرائيل أصدرت بيانا يوم الخميس الماضي وشددت على رعاياها بالعودة من سيناء لأنها غير آمنة، وجاء ذلك نتيجة لأن شركة شرق المتوسط علمت بشكل غير مباشر بأنه جارٍ اتخاذ قرار بوقف الغاز عن إسرائيل من قِبَل الهيئة العامة للبترول في مصر قبل الإعلان عنه بيوم. وتوقع الخبير الاستراتيجي أن تلجأ إسرائيل لأن تتدخل أمريكا في هذا الملف على اعتبار أنها كانت شاهدة على اتفاقية كامب ديفيد وبعدها اتفاقية السلام. وبيَّن سيف اليزل أن المادة الثانية في الاتفاقية التي تستند إليها دولة إسرائيل بها نص واضح وصريح يقول إن العلاقات التجارية بين مصر وإسرائيل مثلها مثل أي دولة أخرى لها علاقات دبلوماسية مع مصر، ولذلك فهي تحدثت عن الناحية الاقتصادية والتجارية بشكل عام ولم تحدد البترول والغاز. بدوره، أكد محافظ الوادي الجديد وعضو المجلس العسكري السابق، اللواء طارق المهدي، أن قرار إلغاء تصدير الغاز لن يتطور إلى الحرب بين مصر وإسرائيل لأن هذا النوع من المشكلات لا يُحَل بهذه الطريقة، مضيفا أنه لا يوجد أساس للربط بين اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية الغاز مع إسرائيل. وقال المهدي إن قرارات الحرب والسلام ليست سهلة، وتابع «شعارنا كدولة الاستعداد للحرب كأنها غدا حتى لا تحدث». وأضاف المهدي أن قرار إلغاء تصدير الغاز لإسرائيل سيريح الكثير من شرائح الشعب المصري، واصفًا إياه بأنه خطوة على الطريق الصحيح، ومؤشرعلى أنه لا يوجد مستحيل. وأشار المهدي إلى أن إلغاء التصدير أراح مصر من الخسائر التي تكبدتها الحكومة خاصة بعد تفجير خط تصدير الغاز لأكثر من 14 مرة، إضافة إلى أنه سيساهم في حل مشكلة مد الغاز للصعيد، كما سيساهم في رفع الروح المعنوية للمواطن المصري وسيُشعِره بالكرامة.