أفاد استطلاع للرأي أجراه معهد«إلكانو» الإسباني أن أكثر من ثلث الإسبانيين، يعتبرون المغرب عدوا لإسبانيا، و43 % يعتبرونه بلدا عنيفا وذا إيديولوجية إسلامية، وأن الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا تشكل خطرا على المجتمع الإسباني.ويبرز الاستطلاع أن 84 % يعتبرون المغرب نظاما سلطويا وغير ديمقراطي مقابل 9% يعتبرونه ديمقراطيا، و70% يؤكدون أنه لا يحترم حقوق الإنسان مقابل 22% يؤكدون احترامه للحقوق، وفي الوقت ذاته، يصف 58% المغرب بأنه بلد إسلامي، في حين يعتقد 30% أنه دولة معتدلة من الناحية الدينية. وعبر أغلب المستجوبين عن رفضهم انضمام المغرب للاتحاد الأوروبي وهو رأي له ما يبرره، بسبب التنافس الذي تفرضه المواد المغربية على نظيرتها الإسبانية على وجه التحديد وخاصة على مستوى الصيد البحري. وترى هذه العينة أن اتفاقية الصيد البحري تضر الأسطول الإسباني، وأن اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تلحق ضررا بمصالح الإسبان .وتكشف هذه الأرقام عن عدم تغير وتأثر موقف ورؤية الإسبان اتجاه المغرب، رغم الربيع العربي-الأمازيغي وتعديل الدستور المغربي، وحدوث انتخابات تشريعية حملت حزب العدالة والتنمية للحكم، والانفتاح السياسي والديبلوماسي والحراك الاجتماعي المحلي . واللافت في هذه الأرقام، هو ارتفاع نسبة الإسبان الذين يصفون المغرب بالبلد الإسلامي، وهو أمر طبيعي في ظل التوظيف الإعلامي الإسباني، لفوز العدالة والتنمية بالانتخابات وترأسه الائتلاف الحكومي، على اعتبار أن التعبير المتداول في وصف بنكيران برئيس الحكومة الإسلامي أو الحزب الإسلامي الحاكم، ومثل هذه التعابير تعمق من صورة المغرب السلبية في مخيلة المواطن الإسباني.وتقييم المغرب كمصدر للخطر، أو دولة صديقة، فالاستطلاع يقدم أن 30% يعتبرون المغرب دولة صديقة مقابل 35% يصنفونه بالعدو، وإن كانت هذه النسبة مرتفعة بخمس نقاط فهي دون تلك النسب السابقة التي كانت تتجاوز 60% من الذين يعتبرون المغرب دولة عدوة. وارتباطا بهذا التوجه، ف 43% يصنفون المغرب بالدولة العنيفة في علاقاتها، مقابل 32% بأنها تنحو نحو السلم. وعلى الرغم من هذه الضبابية فإن الاستطلاع يشير إلى أن حجم العلاقات المغربية-الإسبانية يجعل 60% من المواطنين الإسبان يصنفون المغرب بالدولة المهمة بالنسبة لإسبانيا.، مقابل 22% لا يعتبرون ذلك.وكان نفس المعهد أشار إلى أن صورة المغرب تدهورت في نظر المجتمع الإسباني، حيث تراجع المعدل الذي حصل عليه إلى 3.9 أي في المرتبة الثانية بعد إيران التي حصلت على معدل 3.يذكر أن معهد «ريال إلكانو» يعد من ضمن المؤسسات التي تحظى بمكانة هامة في الأوساط الأكاديمية، من حيث الأبحاث السياسية والاجتماعية، وتعبر تقاريره ودراساته عن رأي المجتمع الإسباني في العديد من القضايا المحلية والدولية.