«تمكن الأمير فهد بن خالد، رئيس النادي الأهلي، من استعادة حسابه المسروق على تويتر، وذلك بعد تواصله هاتفياً مع الهاكر الذي لقب نفسه ب»مرجوج هزازي». وشكر الأمير كل من حاول مساعدته لاستعادة حسابه. ويذكر أن مرجوج هزازي اشتهر باختراقاته العديدة للمواقع الرياضية والحكومية السعودية. وهدد مرجوج هزازي بأن الدور قادم لاختراق حسابات أشخاص آخرين، وختم كلامه قائلاً: «خلاص طفشت بأروح أدور واحد ثاني». هذا كان نصاً لخبر صحفي محبط قرأته وجعلني أشعر كمتخصص في الإعلام الجديد بأنني أعيش في مجتمع افتراضي يسوده الانفلات الأمني ويعيث فيه مجرمو الإنترنت فساداً دون خوف من أحد أو خشية من عقاب، حتى أنهم وصلت بهم الجرأة للتصريح بأسمائهم وأرقام هواتفهم وتهديد ضحاياهم وابتزازهم، بل إن بعضاً من أولئك الهاكرز أصبح يتقاضى مبالغ مالية نظير خدماته. بمعنى آخر خدمات بلطجة إلكترونية مدفوعة الثمن. لقد كتبت وحذرت كثيراً من سنوات من خطورة هذا الانفلات الأمني الافتراضي ونتائجه الوخيمه ليس فقط على الأفراد كما يظن البعض، بل على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والأمني. فعمليات الاختراق لم يعد ضحاياها فقط أفراداً مثل الأمير فهد بن خالد وسواه، بل تعداهم إلى اختراق العديد من المؤسسات والبنوك والوزارات، مثل وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم، ناهيك عن أعداد لا حصر لها من الضحايا الآخرين الصامتين. كل تلك الاعتداءات حصلت ولم أسمع يوماً أن هاكر واحداً تمت ملاحقته ومحاكمته وعقابه بصرامة ليكون عبرة لمن سواه. الأمر بحق خطير، فالهاكر الصغير يكبر ويتمدد ويتكاثر بكل اتجاه في ظل غياب القوانين الفاعلة الرادعة. تخيلوا ما يمكن أن تنتجه المعادلة التالية: شباب متعلم + بطالة + شهرة ومتعة – توعية وقوانين رادعة؟ النتيجة بالتأكيد هي: مواطن ومجتمع على كف «مرجوج».