رأى عضو لجنة التحكيم في مهرجان الدمام المسرحي التاسع، المخرج محمد الجفري، أن المسرح في كل فروع جمعية الثقافة والفنون هو الأكثر اجتذاباً للجمهور، وحتى للإداريين. وعلَّق على اهتمام الشباب بالمسرح اليوم فقط لأنه «سُلَّم» يعبرون منه إلى التلفزيون، بحثاً عن الانتشار والمادة، وأسف على أن أحدهم عندما يضع أول قدم في التلفزيون ينسلخ من المسرح كمن يتبرأ من دمه. موضحاً «عملت في التلفزيون اثني عشر عاماً كمخرج تلفزيوني، ولا يقل التلفزيون أهمية عن المسرح. «سابقاً، كنا ندخل المسرح حباً في المسرح، وهذا ما دفعني لأن أذهب إلى الكويت لأدرس أربعة أعوام في المعهد العالي للفنون المسرحية». وأكد الجفري أنه ليس من العيب أن تعمل للتلفزيون، لكن العيب أن يكون المسرح هو السلم الذي يأخذك للتلفزيون. وحول هذه الظاهرة، أكد الجفري أن «أبو الفنون» لن يموت، وهو خبز الفقراء، على خلاف الذين ينخرطون في الأعمال التلفزيونية بعقود ضخمة، ويستصغرون المردود المادي «اللا شيء». وأوضح الجفري أن من الأسباب التي تشجع بقاء هذه الظاهرة عدم اهتمام وزارة الثقافة والإعلام الجاد بالمسرح، مستشهداً باعتماد فروع جمعيات الثقافة والفنون في مهرجاناتها المسرحية على الدعم الخارجي، وليس على المركز الرئيس. كذلك توجه الإعلام السعودي الذي يهمل المسرحيين السعوديين، بعكس ما يفعله مع ممثلي التلفزيون. المنطقة الشرقية وقال الجفري إن نتاج أهل المنطقة الشرقية المسرحي أفضل بكثير من المناطق الأخرى، لقربهم من دول الخليج، واطلاعهم على تجاربهم المسرحية. وحول النقاشات الهامشية التي أثيرت حول قضية مشاركة الفرق الخارجية في مهرجان الدمام، وتخوف بعض الحاضرين من أن يفقد ذلك الفرق المحلية نجاحها، قال الجفري «هناك عروض في المنطقة لا تقل أهمية عن أي عرض يمكن أن تراه في دولة أوروبية، وليس فقط عربية!». تحديات وأضاف الجفري أن المسرح سيبقى محارباً ليثبت وجوده «أنا خريج عام 1989، وزملائي في الكويت والإمارات والدول الأخرى وكلاء وزارة، وأنا لم أجد حتى وظيفة في الدولة». مضيفاً «نحن مستمرون، وبمثل هذه المهرجانات قد يحقق مسرحنا طفرة». وأكد الجفري أن عيب المسرح السعودي هو عدم وجود الرجل السعودي على المسرح، بمعنى تغييب واقعنا. مضيفاً «هناك تخوف من طرح قضايانا ومشكلاتنا على خشبة المسرح، وما يطرحه مسرحنا هو هموم إنسانية، وليست سعودية!». جدةوالشرقية وقال الجفري عن المقارنة بين المسرح في جدة والمسرح في المنطقة الشرقية «أبرز الفنانين السعوديين الذين شاركوا خارجاً هم أبناء المنطقة الشرقية». وذكر أن مدينة جدة ظلت تعاني لفترة طويلة من مسألة الشللية، الأمر الذي تغير مؤخراً بتغير إدارة فرع جمعية الثقافة والفنون هناك. وتمنى أن تكون هذه بداية جديدة للمسرح في جدة، كما أنه يخطط مع المسرحيين هناك لتنفيذ ورش ودورات مسرحية.