صدقت التوقعات التي تنبأت باختطاف نائب القنصل في اليمن عبدالله الخالدي على أيدي القاعدة، فالمكالمة الهاتفية بين السفير السعودي والمطلوب الشدوخي، لا تجعل مجالاً للشك بأن فلول التنظيم المسحوق في المملكة العربية السعودية قد وجدت في اليمن المكان الأمثل لاستقرارها وبناء قاعدتها، وانطلاق عملياتها، ولا ننسى محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف والآن مطالبة القاعدة بإطلاق سراح مطلوبين يمتاز بعضهم بأنهم رحم الهيئة الشرعية في التنظيم أمثال علي الخضير (ناصر الفهد الذي خرج على التلفزيون متراجعا ثم سحب تراجعه)، فارس آل شويل (مؤلف الكتاب الخطير الباحث في حكم قتل أفراد وضباط المباحث)، هذه المطالب الخطيرة لإخراج بعض أخطر المطلوبين، والمتورطين في دماء الأبرياء والتهديد بذبح نائب القنصل، وفي غمرة جميع تلك الأحداث لم نر أي تعليقات لوعاظ الفضائيات الذين ملأوا الدنيا في «تويتر» بالتعليق على أسخف الأمور وتوافهها، ومحاولة انتقاء بعض الحالات المرضية أو الإنسانية للتأليب على الدولة. تقاعس وعاظ الفضائيات في هذه القضية يطرح علامات استفهام كثيرة، والأيام كفيلة بإظهار ما في القلوب من غل وحقد مترسب منذ سنوات وإن حاول بعضهم إخفاءه. أحدهم علق على نشر إعلان تهنئة في إحدى الصحف لمسؤول، وشخص آخر يقوم بتهنئة الناس في الدول الأخرى ولا يحفل بالقضايا الوطنية، إلاّ إذا كان فيها أحداث تخدم محاولاته المستميتة للتأليب على الدولة والنيل منها. سنوات طويلة وهم متوارون يحاولون إخفاء ما في قلوبهم لكن الله سبحانه فضحهم وأخرج ما في قلوبهم على هذا الوطن ولكن »وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ». فالربيع العربي جعل رفاقهم في الفكر يعتلون سدة الحكم في ثلاث دول، وهم ينظرون لأنفسهم على أنهم المؤهلون الآن لاستلام الحكم في هذه البلاد. أدعو كل مشكك في كلامي لمتابعة حسابات وعاظ الفضائيات في «تويتر» لمدة شهر واحد، وسيلاحظ دائماً القضايا التي يحاولون إثارتها وتهييجها والتأليب عليها، هي موجهة ضد جهات حكومية أو صانع القرار في هذا الوطن، ولن تجد أي تفاعل مع القضايا التي تخدم الوطن والمواطن بحق. المنطقة العربية تمر بفترة عصيبة، والمملكة العربية السعودية تحيط بها الأخطار من كل حدب وصوب، هناك القاعدة في اليمن والحوثيون، إيران وسورية،خلايا القاعدة النائمة، أشباه الحقوقيين ووعاظ الفضائيات الذين يسعون لإثارة الرأي العام ضد هذه الدولة، بمحاولتهم تبني قضايا المواطن ليس حبا فيه ولكن كرها في هذا الوطن وقيادته. هذا ليس زمن أنصاف الحلول، (فإما أن تكون مع الوطن أو تكون ضده) لا مجال للمزايدات، يجب أن تكون هناك وقفة حازمة لكل من يسعى لإثارة الفتنة من خلال استغلال قضايا المواطن لتحقيق أجندته الشخصية، يجب أن يحاكم كل من يسعى لزعزعة الاستقرار كائناً من كان، ليكون عبرة لغيره لكي ننعم بالأمن والأمان، النعمة التي لن نعرف قدرها إلاّ إذا افتقدناها.