اختتم نادي مكة الثقافي الأدبي، مساء أمس الأول، أعمال ملتقاه الرابع «خطابنا الثقافي»، الذي نظمه، هذا العام، تحت عنوان «الشباب بين المتن والهامش»، بإصدار خمس توصيات، منها نشر ثقافة الحوار والتفكير المبني على الحرية والاختيار. كما أوصى الملتقى بتوثيق علاقة الشباب بأصولهم الدينية والوطنية والاجتماعية، والعمل على زيادة وعيهم بأهمية تحولات الحاضر، وتوقعات المستقبل. وكذلك احتضان الرؤية الشبابية للحياة لا لاحتوائها، ولكن لتقديرها وتطويرها، ودعم المنتج الشبابي المعبر عن روح العصر، إضافة إلى تبني الأداء الموهوب لدى الشباب، وتهيئة فضاء المشترك الحضاري للوصول إلى العالمية، وأخيراً إذكاء الروح الإعلامية المعتدلة التي تتواءم مع احتياجات الشباب. وفي اليوم الختامي للملتقى، فاجأ رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي السابق، الدكتور سهيل قاضي، المشاركين في الجلسات المسائية، بحضوره رغم غيابه يوم الافتتاح، علماً بأنه كان أحد المكرمين في افتتاح الملتقى. وأصر رئيس النادي الحالي، الدكتور حامد الربيعي، أن يتكفل قاضي بتسليم المشاركين في جلسات اليوم الأخير المسائية شهادات مشاركاتهم في الملتقى. وشهدت هذه الجلسات غياب أكثر من باحث، ولم يشارك في الجلسة الخامسة إلا باحثان من أصل أربعة، هما ناصر الحميدي، والدكتور صالح المحمود، بحضور مدير عام الأندية الأدبية، عبدالله الكناني. وتحدث الحميدي عن دور المؤسسات التربوية ووسائل الإعلام في وقاية الشباب من أخطار الإنترنت، موصياً بحماية الشباب من الإنترنت، وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم، والقضاء على البطالة، وتحقيق المزيد من التواصل، وتوسيع دائرة الحوار معهم، والاعتناء بالبناء الجسمي والعلمي والفكري لهم، وتنمية ودعم انتماء الشباب لمجتمعهم ووطنهم بوسائل مختلفة، مع أداء وسائل الإعلام لدور في وقاية الشباب من الإنترنت، وضرورة التكامل بين المؤسسات الإعلامية والتعليمية والاجتماعية. وتطرق المحمود إلى «الإعلام والشباب بين اختراق القيم وتأسيس الوعي»، موجهاً نقداً لوسائل الإعلام، خاصة المرئية منها، لعدم اهتمامها بالشباب، على حد قوله، موضحاً أن اهتمامها بهذه الفئة ينحصر ب «الترفيه التافه». ودعا إلى استخدام السلطة السياسية والاجتماعية لإجبار القنوات الفضائية الخاصة على الاهتمام بالشباب، وعدم اللهاث وراء الربحية وطمس الهوية العربية، واختراق القيم. وأوضح أن الخطاب الديني وعظي، يتجافى عن الشباب واهتماماتهم، ويعاني من عدم مواكبة تقنيات الإعلام. وتضمنت تعقيبات الحاضرين في الجلسة الخامسة، التي أدارها الدكتور أسامة مدني، عدة أفكار وأطروحات، دعت إلى الاهتمام بإيجابيات الإنترنت، واستخدامه وسيلة للدعوة وزرع القيم، مع تعليم الشباب في الحوار، وتشجيع الشباب على المبادرة، واستحسان ما يقدمونه من إيجابيات، وعدم الاكتفاء بالنقد. واختتمت الجلسة السادسة، التي أدارها رئيس نادي الباحة الأدبي، حسن الزهراني، جلسات الملتقى، وقُدمت خلالها ورقتان أولاهما للدكتور صلاح حسنين، والثانية للإعلامي نايف كريري، وغاب عنها الثالث بسبب ظروف خاصة. وتحدث حسنين في ورقته عن الشباب والأدب، وقدم نموذجاً على ذلك (قصة نافذة خشبية مفتوحة لحاتم حافظ)، بعد أن أكد أن الشباب هم الجزء الفاعل في المجتمع، مؤكداً أنهم «يمثلون متن المجتمع وليس هامشه». وأوضح كريري في ورقته «شباب الإعلام الجديد.. وآفاق الثقافة»، مقدرة الشباب على التأثير بشكل فاعل في المجتمع، من خلال تعاطيهم مع الإنترنت، مشيراً إلى أنهم قدموا، عبر هذه الوسيلة، رؤاهم وتصورهم للواقع وتأثيرهم في المستقبل، انطلاقاً من قوة هذا الإعلام، الذي قد يصل إلى نقاط أبعد من التي كان يصلها الإعلام التقليدي. واختتمت الجلسة بعدد من التعقيبات دعت إلى استخدام الإعلام الجديد بفعالية من وإلى الشباب، وإلى إنشاء وزارة للشباب، نظراً للعدد الكبير الذي تمثله هذه الشريحة في المجتمع.