الرياض – حسنة القرني العطيشان: شركات تنظيم عروض الأزياء تبيعنا الوهم المنديل: عروضي تثقيفية ولا علاقة للغرفة التجارية بها الدخيل: نريد عروضا بلا غطاء أو مظلة عارضة أزياء: عروض الأزياء في السعودية لا تمنح الشهرة شهدت السنوات الأخيرة إقامة العديد من عروض الأزياء لعدد من المصممات السعوديات في عواصم الدول الخليجية والعربية، قبل أن ينتقلن إلى بعض مدن الموضة العالمية في هجرة يرى البعض أن لها مسبباتها ودوافعها بالإضافة إلى أحلام الشهرة ومحاولة الاستفادة من تجربة الاحتكاك. «الشرق» ناقشت الأمر مع عدد من مصممات الأزياء السعوديات للوقوف على بعض تلك المسببات التي كشفت اللثام عن بعض العقبات والمشكلات التي لا تزال تقف حجر عثرة أمام إقامة عروض أزياء بشكل احترافي في المملكة. شركات التنظيم حملت مصممة الأزياء جابرا العطيشان الشركات المنظمة للعروض في المملكة مسؤولية تهجير عروض الأزياء للمصممات السعوديات إلى الخارج، وقالت « لم أسع بجد على عمل عروض أزيائي داخل المملكة بسبب عدم جدية والتزام الشركات المنظمة لعروض الأزياء داخلياً، فعلى مدى السنوات العشر الماضية لم أشارك إلا بعمل أربعة عروض على المنصة الخاصة بالعروض المعروفة بعرض «الأستيج» وذلك في كل من الدماموجدة، بواقع عرض في كل منطقة، بالإضافة إلى عرضين في الرياض كان الأخير بمثابة الفخ بالنسبة لي وذلك لعدم التزام الشركة ببنود العقد معي كمصممة للأزياء، فالعقد يحتوي على بنود خاصة من أهمها أن يكون العرض برعاية خاصة من شخصية سعودية مرموقة، بالإضافة لبند تصوير العروض «فيديو وصور فتوغرافية» لكن لا شيء من ذلك حدث، وكل البنود تحولت إلى وهم» . تغطية إعلامية وأضافت العطيشان «دائما يغرر بنا من قبل هذه الشركات بدعوى أن هناك تغطية إعلامية كبيرة ستواكب العرض لكن ذلك أيضا لا يحدث، فالعروض لا يكتب عنها في الصحف ولا في المجلات، بل إن العرض قد ينتهي دون أن يسمع به أحد» . وأردفت قائلة «كنت أقوم بعروض سنوية في الرياض خلال شهر رمضان لكنها عروض بلا إعلان مسبق ولا تحظى بتغطية إعلامية» وطالبت العطيشان بضرورة أن يأخذ هؤلاء جزاءهم، مع ضرورة إلزامهم من قبل الجهات المختصة بأخذ تراخيص، وعند سؤالها هل بادرت برفع قضية لا سيما وأن العقود واضحة وسليمة، أجابت بالنفي مؤكدة «أن تكلفة رفع قضية أكبر من تكلفة ما تم تحقيقه من العرض لا سيما وأن تكلفة العرض على المنصة المعروفة بعروض الأستيج تصل إلى عشرين ألف ريال مع أن العرض كما شرحت لك سابقا بلا مردود بالإضافة إلى أن الطبقة الاجتماعية التي تحضر تكون أغلبها من محدودي الدخل وهي طبقة لا تستطيع أن تشتري في نهاية الأمر إنما ستكتفي بالمشاهدة. أسباب اجتماعية وأكدت العطيشان أنها لا تزال تعتمد على شريك لها يساعدها في عروضها في كل من الإمارات والكويت وبقية دول الخليج، بالإضافة إلى عروضها في بريطانيا، مرجعة ذلك إلى أسباب اجتماعية، وقالت «لا تزال تمنعني العوائق الاجتماعية من العرض خارجيا ولكن من الممكن تخطيها بوضع ممثل لي وقد سبق وفعلت ذلك، عدا أن بعض العروض الخارجية تتطلب لقاءات تلفزيونية في حين أني لا أحب أن أظهر تلفزيونيا ». مردود إيجابي وأشارت العطيشان إلى المردود الإيجابي للعروض الخارجية بقولها « تختلف من حيث العرض فأنا أعرض تصميماتي داخليا ب 75 ألف ريال في حين أن تكلفتها خارجيا لا تتجاوز ال 12 ألف ريال أما تكلفة عروض «الأستيج» فهي كما ذكرت سلفا تكلفني داخليا عشرين ألفا، في حين أني لا أصل لهذا المبلغ ولكن الأمر يعود لشريكي الذي يتولى أمر العروض. ورجحت العطيشان كفة العروض الخارجية على الداخلية بقولها « عروضي خارجيا أفضل بكثير من الداخلية لأنها بحكم الدولية، ويرجع ذلك لمشاركة عدد كبير من الجنسيات فيها، عدا أن العروض في دبي مثلا أقوى، فإمكانياتها والتغطية الإعلامية أكثر إغراء من هنا» . أسعار غالية وتقول مصممة الأزياء فلوة الدخيل «لقد توقفت عن عمل عروض الأزياء محلياً فالأسعار غالية جدا ما جعلني أعود إلى منزلي لأعرض فيه تصميماتي، فأنا لي عميلات يقصدنني عدا أنني أعتمد على الدعوات وهذا يحقق لي الهدف من العرض لا سيما أن عروض الأزياء قد لا تحقق لي ذلك فكل عرض تشترك فيه تقريبا أكثر من عشرين مصممة وهذا الأمر لا يخدمني نهائيا، صحيح أنني أقبل عمل عروض مع أخريات لكن في حدود الاثنتين أو الثلاث أما هذا الأمر في تصوري لا فائدة مرجوة منه» . معرض نسائي وطالبت الدخيل بإقامة عروض أزياء داخلية دون غطاء أو مظلة فما هو موجود الآن يأتي معظمه تحت مظلة معرض نسائي وانتقدت هذه المعارض بقولها «أضحت إقامة المعارض على مدى أيام العام، ففي كل أسبوع هناك معرض دون فائدة، وأحيانا كثيرة لا أحد يسمع بها، لذا أدعو القائمين عليها بتقليلها بواقع عرضين كل عام مع جعل عروض الأزياء منفصله عنها». طريقة جديدة الإعلامية ومصممةالأزياء إيمان المنديل وكشفت الإعلامية ومصممة الأزياء إيمان المنديل عن أسباب ابتكارها لطريقة جديدة خاصة بها في عروض الأزياء وهي ما تصفها بالعروض الداخلية الخارجية وذلك عبر اقتصارها على العروض داخل السفارات الموجودة في السعودية بقولها: «هناك شعوب منغلقة على نفسها لا تعرف عن السعودية أي شيء وعندما يأتي أحد رعاياها إلى هنا لا يحاولون الاختلاط بأفراد المجتمع السعودي لذا أخذت على عاتقي أمر تعريفهم بعادات الزي السعودي لا سيما وأنني متخصصة في عمل الأزياء التراثية، وهدفي ليس العرض إنما التثقيف، وعادة ما أبدأ عروضي بمحاضرة عن السعودية، وقد وجدت صدى جيدا للعروض التي أقوم بها ولاسيما أني أفتتحها بمحاضرة، وأعمل على ربطها ببعض المناسبات مثل يوم الأم، أو يوم تراثي أو ثقافي لأحد الدول» . نظرة المجتمع ودعت المنديل المجتمع السعودي إلى ضرورة تقبل المرأة السعودية العارضة مؤكدة أن «لا فرق في بيئتنا السعودية المحافظة عن كون المرأة ترتدي ملابس وتسير في مكان مغلق وخاص بالنساء وبين أن ترتدي ذات اللبس وتخرج به على الأستيج « معللة سبب رفضه لهذه المهنة ل « مسمى المهنة» الذي لا يزال يسبب مشكلة، مؤكدة أنها لا تعتب على المجتمع السعودي الذي لم يعرف عروض الأزياء إلا حديثا طالما أن دولة كفرنسا معروفة بعاصمة الأزياء تطلق على العارضة مسمى«بوتاماتو» وهي علاقة الجكت هربا من المسمى» . دور الغرفة وأكدت المنديل «أن هناك من يرفض الأشياء لمجرد الاسم وهذا في رأيي سطحي للغاية ومجرد قشور فإذا فهم الإنسان العاقل المعنى والمغزى من العروض فإنه سيؤيد عمل المرأة كعارضة أزياء في مجتمع نسائي مغلق عوضا عن عملها في الشارع على البسطة» . وعن دور الغرفة التجارية في تسهيل أمورها أوضحت أن «لا علاقة للغرفة التجارية بعروض الأزياء التي تقيمها داخل السفارات الموجودة في السعودية» وطالبت المنديل بتفعيل دور الغرفة التجارية ودعمها لعروض الأزياء. عارضات بلا شهرة وأبدت إحدى عارضات الأزياء – فضلت عدم ذكر اسمها – استياءها من عروض الأزياء في السعودية بقولها «العروض مغلقة هنا لا يوجد فيديوهات كما لا يوجد تصوير فوتوغرافي صحيح أنني لا أعاني من وجود مشكلات على صعيد العمل لكن في المقابل لا يوجد هنا شهرة وحتى الدخل المادي يعتبر متوسطا» . نجاح باهر وأوضحت منظمة المعارض والفعاليات الاجتماعية رائدة رشاد أن عروض الأزياء بدأت تظهر بشكل واضح منذ عام 2009 في السعودية وذلك في مدينة جدة ثم توسعت لتشمل الرياض والمنطقة الشرقية» مؤكدة أن «عروض الأزياء ما زالت تأخذ الطابع المتحفظ جدا وتستهدف طبقة معينة لأسباب اجتماعية بحتة وغالبا ما تقام بالترافق مع معرض أو بازار أو نشاط خيري، أما عروض الأزياء بالشكل المتعارف عليه عالميا فما زالت محدودة جدا ولا يتم الإعلان عنها وإنما يتم الحضور بدعوات خاصة» ، ورفضت الكشف عن تكاليف العروض مكتفية بالقول «هي متفاوتة وتخضع لمستوى العرض والمكان المقام فيه والفئة المستهدفة لذا لا يمكنني أن أتحدث عن أرقام محددة بهذا الخصوص». مؤكدة في ذات الوقت على تحقيق هذا المعرض النجاح الباهر والذي فاق التوقعات. عقبات وعراقيل وعددت رشاد أبرز العقبات التي تواجه العاملين في هذا المجال بقولها «هناك عراقيل كثيرة منها صعوبة توفير عارضات مدربات، وعدم وجود تصاريح رسمية لمثل هذا النشاط، وعدم إمكانية الإعلان عنه مما يرفع نسبة المخاطرة المالية في هذا المجال» . نافية في ذات الوقت «أن تكون هناك إحصائية عن عدد عروض الأزياء التي تقام في السعودية « مرجعة سبب ذلك «لعدم إمكانية الإعلان عنها، حيث تتم بشكل متحفظ جدا» . دور فاعل وأضافت رشاد «إن زيادة عدد المصممات السعوديات في الآونة الأخيرة، وسعيهن للمزج بين خطوط الموضة العالمية بما يتوافق مع احتياجات المرأة السعودية كان له دور فاعل في زيادة عروض الأزياء المحلية التي تعتبر منفذا رئيسيا لعرض وتسويق تلك التصاميم الخاصة التي اعتادت معظمهن عرضها من خلال المنزل أو الصالونات الاجتماعية على الرغم من زيادة الإقبال على تنظيم عروض الأزياء». عرض أزياء للمصممة السعودية أميمة الجاسر