كشفت دراسة أعدها الاتحاد العربي للصلب أن هناك ستة عوامل ساهمت في ارتفاع أسعار منتجات الصلب في المنطقة العربية خلال الشهور الأخيرة. وأوضحت الدراسة التي قدمها الاتحاد إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن تلك العوامل تضمنت ارتفاع أسعار مدخلات الصناعة من خام الحديد والخردة والسبائك المختلفة، وارتفاع أسعار الطاقة المستخدمة، وزيادة تكلفة الشحن واختلالات العرض والطلب، والمضاربات على منتجات الحديد والصلب، ووجود ممارسات احتكارية في بعض الدول العربية. وبينت الدراسة أن إنتاج الصلب الخام في المنطقة العربية بلغ عام 2011 حوالى عشرين مليون طن، وتوقعت أن تحقق الدول العربية إنتاجا يصل إلى 25 مليون طن من الصلب الخام عام 2014 بعد الانتهاء من المشروعات المخطط لها في العديد من الدول العربية. وأوضحت أن حجم الطلب على منتجات الصلب النهائية بلغ عام 2010 حوالى 35 مليون طن وسوف يصل عام 2014 حوالى ستين مليون طن، ومن المتوقع أن يتعدى حجم الطلب على منتجات الصلب عام 2015 ما يقرب من سبعين مليون طن من منتجات الصلب النهائية. وأضافت الدراسة أن حصة الدول العربية من منتجات الحديد والصلب على مستوى العالم لاتزال ضعفية حيث لا تتعدى 1.7% من حجم الإنتاج العالمي للصلب، مفيدة أنه بعد الانتهاء من مشروعات التوسعة الجديدة بنهاية عام 2014 سوف تصل حصة الدول العربية من إنتاج الصلب إلى 2% من حجم الإنتاج العالمي، وهو ما يعنى حاجة الدول العربية لمزيد من الاستثمار في هذه الصناعة والصناعات المصاحبة لها. وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى زيادة الفوائض المالية للدول المصدرة للنفط الناتجة من عائد البيع، وهو ما يشجع الحكومات العربية في تلك الدول على مزيد من الاستثمارات التي توجه لمشروعات البنية التحتية ومشروعات الإسكان والتعمير والمشروعات القومية الكبرى التي تقود إلى انتعاش اقتصادي ضخم، وهذا ما حدث خلال عام 2007 والنصف الأول من عام 2008 حيث صاحب استمرار ارتفاع أسعار البترول الذي بلغ 150 دولارا، ارتفاع أسعار الصلب إلى 1500 دولارا للطن. وتوقع الاتحاد العربي للحديد والصلب استمرار ارتفاع أسعار خام الحديد خلال النصف الثاني من عام 2011، لزيادة الطلب على خام الحديد، أما إذا انخفض حجم استيراد الصين من خام الحديد وزيادة اعتمادها على الإنتاج المحلي وتنويع مصادر حصولها على خام الحديد من دول أخرى مثل أوكرانيا والهند وجنوب إفريقيا، فإن ذلك سوف يحد من الارتفاع المتواصل لخام الحديد، وإن كان من المتوقع أن تخفض الصين حجم استيرادها لخام هذا العام بنسبة 14% كما سبق أن أعلنت الجهات المعنية في الصين بذلك. ولفتت الدراسة إلى أن زيادة أسعار خام الحديد بنسبة تزيد على 100% عام 2010م عن الأسعار التي كانت عليها عام 2009م، لا تعكس حقيقة أسعار خام الحديد، ما أدى إلى قيام اتحاد مصنعي الحديد والصلب في الاتحاد الأوروبي بشكوى إلى مكتب حماية المنافسة الأوروبي بوجود ممارسات غير تنافسية واستغلال موقع السيطرة من قبل موردي خام الحديد من قبل الشركات الثلاثة التي تتحكم فى ما يقرب من 70% من الإنتاج العالمي. وأضافت أن الدول العربية تستورد ما يقرب من 25 مليون طن من مكورات خام الحديد سنوياً، مشيرة إلى أن الاتحاد العربي للحديد والصلب يبحث مع الشركات الأعضاء في الاتحاد إنشاء شركة للاستثمار في خام الحديد حيث يوجد الخام في أغلب الدول العربية وخاصة موريتانيا التي تبلغ انتاجها حوالى 12 مليون طن سنوياً يوجه للتصدير.