قبل سنوات سئل رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز عن الحماية التي يحصل عليها من يقدم معلومات لجهاز الاستخبارات، فأوضح أن «هناك حماية بطبيعة الحال، ولكن هناك مسألة يجب فهمها، فالاستخبارات لا تأخذ المعلومات على علاتها، والمجتمع لا يخلو من عداوات بعض الناس لبعضهم، ويمكن لأحدهم أن يقدم معلومات يريد بها الإضرار بشخص بينه وبينه خلاف، فأقول لهؤلاء لا تحلوا مشاكلكم على حسابنا، فالمعلومات التي تصل إلينا يتم التأكد منها على أعلى درجة من المصداقية».. (انتهى) عندما نقرأ ردود بعض المسؤولين على بعض الطروحات الصحفية نلحظ فيها بوضوح استعداء هؤلاء المسؤولين على الكتاب والصحفيين، وأحياناً يسلك زملاء الحرف هذا المسلك، مسلك استعداء السلطة على زملائهم الكتاب الآخرين الذين لا يتوافقون معهم في الرؤى. ولو أن هؤلاء المستعْدين دفعوا بكتاباتهم الاستعدائية إلى الاستخبارات العامة مثلاً مسمين الكُتاب وزملاء المهنة الذين يرون أنهم يتطاولون على المسؤولين بحسب وصفهم أقول لو أن هؤلاء قدموا تقاريرهم التأويلية إلى جهاز الاستخبارات من باب التعاون من مواطنين حريصين على مصالح بلدهم وحماية مسؤوليه الكبار من تشويه الصغار، فإن الجهاز الأمني لن يحتاج إلى كثير عناء وطول تفكير وتحليل وتدقيق وتمحيص كي يكتشف أن المسألة بقضها وقضيضها حروب انتقامية وتصفية حسابات شخصية لا أكثر. الطريف في بعض ردود المسؤولين وبعض كتابات الزملاء أن كل ما يشكون منه ويفسرونه بطريقتهم من سطور الكتاب الصحفيين بعد ابتسارها ونزعها من سياقاتها، كل ما يتهمونهم به، يمارسه هؤلاء المسؤولون والزملاء في ردودهم وكتاباتهم الاستعدائية ذاتها، فقد يصفونهم بالحقد فيما سطور ردودهم تغلي بالضغينة، ويقذفونهم بالخبث ولا ينتبهون إلى أن استعداء السلطة، أية سلطة، على زملاء المهنة لا يضاهيه أي خبث آخر. أما تأويلهم لسطور الكتاب المنتقاة بعد خنقها وتجريدها من حياة السياق، وأنها تطاول على هذا المسؤول أو ذاك، فإن تطاول بعض الردود النافية على مسؤوليهم يكون أكثر وضوحاً، بدءاً من محاولة تقديس هذه الجهة أو تلك وهو ما لا يرضاه قادة هذه البلاد ولا يقبلونه أبداً بل إنهم رحبوا أكثر من مرة بالنقد حتى لو طال عملهم شخصياً.