بعدما وصف إقدامه على الترشح لرئاسة مصر بأنه «جرأة وقحة واستخفاف بدماء الثورة، واستمرار لحرب الفلسطينيين، وهدية لليهود، وفرحة لأعداء الإسلام»، ختم الداعية محمد العريفي تغريدته على تويتر بالدعاء على عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية منذ 1993، ونائب الرئيس المخلوع (في الفترة من 29 يناير 2011 حتى 11 فبراير 2011) قائلاً: «يا رب أهلكه»! ترى: هل استجاب الله تعالى لدعاء العريفي حين أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية استبعاد عمر سليمان من السباق لعدم استيفائه شروط الترشح؟! أعتقد -والله أعلم- أن هذا الاستبعاد هو بمثابة (الهلاك) لعمر سليمان، إذ أعتقد أن مثل هذه الشخصيات لا تستطيع العيش خارج دائرة السلطة، بالإضافة إلى ما سيستتبعه قرار اللجنة من رفع قضايا على عمر سليمان يتهمه فيها خصومه بتزوير توكيلات الآلاف من الأشخاص حتى يتمكن من اللحاق بالسباق، وقضايا أخرى تتعلق بتعذيب المعتقلين السياسيين، بما ينذر بهلاك فعلي إذا ثبتت تلك الاتهامات! تخيلوا: رجل حاصل على «وسام الجمهورية من الطبقة الثانية»، و»نَوْط الواجب من الطبقة الثانية»، و»ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة»، و»نوط الواجب من الطبقة الأولى»، و»نوط الخدمة الممتازة»، ينتهي به المطاف إلى متهم بالتزوير، وأن يوصف من المصريين أنفسهم بأنه «المرشح الأسود» لأمريكا والصهاينة في الانتخابات المصرية! وربما هذا الوصف -بالإضافة إلى المباركة المعلنة من إسرائيل وأمريكا لترشحه- هو ما حدا بالشيخ العريفي أن يراه «هدية لليهود، وفرحة لأعداء الإسلام»! وهنا ينبغي أن نتساءل عن الأنواط والأوسمة التي يحصل عليها رجالات الدول في عهود القمع والاستبداد، خاصة أن هذه الأوسمة تُمنح في غالبها دون ذكر الحيثيات، وإلاّ فماذا يعني «نوط الواجب»، و»القدوة الحسنة»، و»الخدمة الممتازة» التي حصل عليها عمر سليمان من الرئيس المخلوع، بينما التاريخ يشهد على دور عمر سليمان في تقسيم السودان، ومنع المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وتصدير الغاز المصري لإسرائيل، وما خفي كان أعظم؟! إن التغريدة التي أطلقها الشيخ العريفي على تويتر ونقلها عدد من الصحف العربية والمصرية، ك»الوطن» و»البيان» الكويتيتين، و»الوفد»، و»المصريون» المصريتين، وغيرها، بقدر ما أحزنت عدداً من مؤيدي عمر سليمان، فإنها أسعدت ملايين من المصريين رأوا في تغريدة العريفي ما لم يروه من شيوخ الأزهر على مدى عقود! فتحية إلى أمثال هؤلاء الدعاة الشرفاء الذين ينحازون إلى آلام الشعوب، ولا يخشون في الله لومة لائم!