يحل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، غدا الإثنين بالجزائر في زيارة تستمر يومين، يلتقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين الجزائريين للتباحث في ملفات تهم البلدين، على رأسها الوضع المتدهور في مالي خاصة بعد إعلان حركة الأزواد المتمردة عن دولة للطوارق في الشمال مع تغلغل منظمات إرهابية إلى منطقة الساحل، وهو ما بات مصدر قلقٍ للجزائر، وحتى بالنسبة لدول الجوار، ازداد مع اقتحام عناصر إرهابية لمقر قنصلية الجزائر في غاو واختطاف القنصل الجزائري مع ستة موظفين. ومن المتوقع، بحسب مصادر «الشرق»، أن يفتح مصطفى عبدالجليل مع كبار المسؤولين في الجزائر ملف تأمين الحدود بين البلدين، وخاصة مع تنامي نشاط شبكات المتاجرة بالأسلحة واتخاذ الجماعات الإرهابية المنطقة ملاذا لها، كما سيستغل «عبدالجليل» الزيارة لتقديم واجب العزاء للجزائريين في فقدان أول رئيس للدولة الجزائرية أحمد بن بلة. وكان يُفتَرض أن يقوم «عبدالجليل» بزيارته للجزائر في الصيف المقبل، ولكن توتر الأوضاع في مالي قدم موعد الزيارة حسب بعض المصادر. وساد التوتر العلاقات الجزائرية الليبية على خلفية اتهام ثوار 17 فبراير الجزائر بدعم العقيد معمر القذافي، قبل أن تُستَأنف العلاقات بين الجارتين من خلال تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين، خاصة لقاء القمة بين وزيري داخلية البلدين في الجزائر، والذي شهد اتفاقا بينهما على تعاونٍ مشترك ووضع آليات عملية للتنسيق الأمني المشترك ولمواجهة عمليات تهريب الأسلحة والإرهاب والإتجار بالبشر والمخدرات. بدورها، التزمت الجزائر بعدم السماح لعناصر نظام القذافي بالإساءة إلى ليبيا أوالمساس بأمنها واستقرارها وتقيم عائلة القذافي، زوجته وابنته عائشة ومحمد وهنبعل، في الجزائر منذ انهيار نظام العقيد.