بدأت إيناس محمد تميل إلى تعلم التصميم الداخلي قبل التحاقها بالجامعة، إلا أن الحظ لم يحالفها في دراسة التصميم، ورغم تخرجها من تخصص علم الحيوان، إلا أنها لم تسمح لجنون تغيير الأشياء وتعديلها حسب رؤيتها الخاصة بالانطفاء. وأشركت إيناس أطفال العائلة في شغفها بالتصميم، وكانت تجتمع بهم كل ليلة خميس، وتعلمهم كيفية تنفيذ الأشغال اليدوية والأعمال الفنية، كما وجدت لميولها متنفسا كلما غيرت المكان الذي تسكنه، وساعدها انتقالها من شقة إلى أخرى على تطبيق نظرياتها في الديكور. وبدأت الشقيقتان العمل فعلياً عام 2000م، حيث أخذتا في تصميم» كوشات الأعراس» عام «البيلسان»، وهو اسم ابنتها المولودة في ذلك العام، ووجدت في حاجة إحدى قريباتها إلى» كوشة عرسها»، فرصة لممارسة هواياتها، واعتبرتها سبب انطلاق مشروعها، وفي أقل من ساعتين استطاعت إيناس وشقيقتها نورة المتخصصة في التربية الفنية تجميع الديكورات من بيوت الأقارب ونقلها إلى صالة الزواج، وإنجازها في وقت قصير مقارنة بما يتطلبه أصحاب الكوشات من زمن، ومن هنا كانت نقطة الانطلاق. قلبت إيناس و نورة منزل والديهما إلى محل داخل مستودع مصغر، وقسمتا المهام بحيث تكون إيناس المصممة و نورة مسؤولة الإمدادات، وحاولتا خلال هذه الفترة استخراج تصريح من البلدية للعمل بشكل رسمي، ولكن طلبهما رفض. ولم تستلم إيناس و نورة، بل أكملتا طريقهما رغم العوائق المادية التي واجهتهما، وتقول إيناس احتجنا إلى 100 ألف ريال لبدء المشروع، وبعد أن استطعنا افتتاح مركز تصميم مستقل، أضفنا 100 ألف ريال أخرى من دون النظر لما تكلفنا إياه التصميمات والورد الطبيعي الذي نستخدمه، إضافة لتكاليف هدايا الأعراس، وحاولتا الحصول على تمويل من صندوق المئوية لدعم مشروعات الشباب إلا أنَّ الشروط الموضوعة لم تنطبق علينا، لهذا ترى إيناس أنَّ مشروعهما ما زال يتعافى من الديون، وأن الأرباح الحقيقية لم يأتِ وقتها بعد. وأنعشت صفحة «الفيس بوك» الإعلانية، أرباح مركزهما «أصداف»، الذي طورتا من خدماته كي لا تقتصر على تصميم الكوشة وديكور حفلة الزواج، بل يتعدى ذلك ليصبح تخطيطا كاملا للاحتفالات، مثل بطاقات الدعوة، و» الطقاقة» ومشغلة الدي جي، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية وأفلام عرض مصاحبة للزفاف، وترحب نورة و إيناس بأي فكرة تخطر على بال العروس، معتبرتين كل ما تطلبه قابلة للتنفيذ، وخاصة حين تكون الميزانية مفتوحة. وتدفع الأختان 16 ألف ريال سنوياً مقابل إيجار المركز، وتشير إيناس إلى أن أكبر مبلغ ربحته وصل إلى 60 ألف ريال، نظير تخطيطهما حفل زفاف، إلا أن حماسهما لفكرة معينة قد يدفعهما لقبول أجر أقل مما يستحقه العمل المبذول أحياناً. من المعروضات