أرجو أن لا تنتابك الدهشة وأنت تتصفح اليوتيوب وتفاجأ أن ابنك أو ابنتك “مرتز” في مقطع مثير للحسرة والألم! فقط يجب عليك الاستمتاع بما تشاهده، فلست أحرص من “المعلم” على ابنه الطالب! ذلك الحرص الذي أعطاه صلاحيات “اللي ما يشتري يتفرج”! قد تجد “طفلتك” تتراقص على أنغام الموسيقى الصاخبة وهي داخل الفصل الدراسي “عادي جدا”! وقد تجد ابنك يتوسل للمعلم كي لا “يضربه” ضربة ستجرح النفس جرحًا داميًا حتما سيزداد ألمه حين يرى “المقطع” أمام الملأ يُذاع وهو البطل فيه “دون علمه”، ودون حتى أن يستشار “نذيع ولا مانذيع”؟! وقد تضحك كثيرًا لتصرفاتِ طفل بريءٍ داخل أسوار المدرسة، وفي مأمن منطقي من الغدر “والخسة” سرعان ما تتغير ملامح وجهك من الضحك إلى الغضب والتحسب لو كان هذا الطفل طفلك! دائما ما نسمع من التربية عبارة “العقاب النفسي أشد من العقاب البدني” دون تطبيق حقيقي لها. فما نشاهده من أفلام بين الفينة والأخرى لفلذات أكبادنا على اليوتيوب، أو الهواتف المحمولة أمر لا يُسكت عنه! والمصيبة أن هذا التصوير كثيراً ما يتم بواسطة “مربي الأجيال” الذي من المفترض أن يكون الأب الرحوم الحنون الصبور على الأبناء، لا المستغل للحظات ضعفهم “وبراءتهم” لتصويرهم ونشر براءتهم دون أدنى إحساس بالمسؤولية! ثم ما هذه المقاطع التي يتفاخر المعلم والمعلمة بتصويرها لطلابهم؟! مقاطع أقل ما يقال عنها “فضائح”، ولكن هذه المرة مع سبق الإصرار “والتعمد” والاستهتار! ينتابني خوف كلما رأيت الطلاب يدخلون إلى المدرسة، ويدور في مخيلتي سؤال محير: من سيكون عليه الدور الآن ليُشهر به؟! كل ذلك يحدث ووزارة التربية والتعليم واقفة تتفرج في الموقف، وكأنها تستمتع بتقديم إحدى مسرحيات الرحابنة! أوقفوا مهازل تصوير الطلاب من قبل معلميهم، فلم يعد “العلم” الذي تقدمونه يهمنا بقدر أهمية حرصنا على “تربية” أبنائنا، وخروجهم من التعليم “بأقل” الخسائر!