تعرض الأستاذ سليمان الهتلان في عدد الشرق الجمعة الماضية إلى ما آل إليه حال اليمن بعد المبادرة الخليجية، وخلص لتأييد مقولة أحد معارضي نظام صالح بأنَّ على صالح مغادرة اليمن لو أراد أن يعيش في سلام. والحقيقة أنَّ ما ذكره الأستاذ الهتلان ينطبق على جميع ما يسمى بدول الربيع العربي تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا... فالثلاث دول الأولى تتجاذب السلطة فيها قوى إخوانية، وإن اختلف الحال، فتونس تشهد (ربما) ولادة ما يمكن أن يسمى بالنموذج التركي للحكم الإسلامي الناجح وإن كانت تعيش حالة مخاض! وليبيا، أخشى ما أخشاه أن تتحول إلى دولة قبلية مع ظهور فلول من لبسوا طاقية الثورة الليبية (ليهبروا) ما بقي من ثروات البلد، وتحوّل ثوار الأمس إلى فرقاء يبحثون عن أكبر حصة من الثروة الليبية! ومصر، قفزت على السلطة فيها قوى إخوانية وإن (غيّرت) اسمها للتضليل (ربما)، لتزيح قوى شباب الثورة الذين خرجوا من المولد بلاحمص كما يقول المثل. وتستمر الأحداث في ضبابيتها مع الخوف من تكرار سيناريو ثورة 1952 عندما أخرج العسكر الشريك الإخواني آنذاك! وحال سوريا اليوم بعد مرور أكثر من عام لا يسرُّ عدوًا أو صديقا، وأخشى أن تتحول الثورة فيها لحرب أهلية تشمل لبنان وتخلط كل الأوراق! أما حال اليمن فهو ضبابي ولا يكاد بإمكان أي مراقب إعطاء قراءة لما سيحدث في ظل إصرار صالح على البقاء في البلد زعيماً للمعارضة. لقد كشف ما سُمِّي بالربيع العربي عملية الضحك على الذقون التي مارستها الأنظمة طوال عقود على الشعوب البائسة، ولا يوجد في الأفق ما يشير إلى مستقبل مطمئن لهذه الدول.. ولا لشعوبها. فكان الله في عون الشعوب.. ونسأل الله اللطف.. وندعوه أن لا تنطبق مقولة «إنما القادم أسوأ» على دول الربيع العربي!