ذكرت صحيفة «ذا ناشونال» الإماراتية، الصادرة باللغة الإنجليزية، أن نحو ربع مليون سائح سعودي يزورون الإمارات لحضور دور السينما. ويبدو الرقم كبيراً جداً، ولكن وفقاً لأمين منطقة الرياض، الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، فإن هذا الرقم ليس مبالغاً فيه. وقال أمين منطقة الرياض في وقت سابق من هذا العام «حوالي 230 ألف سائح سعودي زاروا الإمارات في صيف 2010 لمشاهدة الأفلام، وهذا العدد يوضح لنا أن السينما أصبحت مهمة في السعودية». ويصعب تحديد العدد الدقيق للسائحين السعوديين الذين يسافرون للإمارات من أجل مشاهدة الأفلام فقط، ولكن المخرج السعودي عبدالله آل عياف يعتقد أن تقديرات أمين منطقة الرياض دقيقة فعلاً، على الرغم من أن السينما قد لا تكون السبب الوحيد لزيارة الإمارات. وقال السائح السعودي عثمان أحمد (22 عاماً) خلال زيارته إلى دبي أنه شاهد ثلاثة أفلام في السينما خلال خمسة أيام فقط، ويسعى لمشاهدة أفلام أكثر قبل عودته للمملكة، وقال «إن دور السينما في الإمارات متقدمة جداً، مع وجود تقنيات «آيماكس»، و»3D»، وهي تجربة ممتعة حقاً». وأضاف عثمان، وهو من جدة، أنه كان يزور مصر مع أصدقائه لمشاهدة أفلام السينما، ولكن بسبب ثورة مصر زار الإمارات. أما بالنسبة للمواطنين السعوديين في الدمام والمدن القريبة منها، فما زالت البحرين هي الوجهة المفضلة لهم، فهي قريبة جداً، ولا يحتاجون سوى عبور جسر الملك فهد بسياراتهم الخاصة للوصول للبحرين، ومن هذا المنطلق استخدم المخرج عبدالله عياف هذا الوضع أساساً لفيلمه «السينما 500 كم»، الحائز على جوائز سينمائية عديدة، ويحكي الفيلم قصة شاب سعودي معجب بالسينما، ويسافر للبحرين التي هي على بعد 500 كيلو متر لمشاهدة أول فيلم سينمائي في حياته. وقال عياف»قابلت مدير السينما البحرينية، والذي اخبرني أن 90% من زوار السينما هم سعوديون. كما تحدثت مع مدير تسويق شبكة «شو تايم»، الذي قال إن معظم الاشتراكات هي سعودية». وأنشأ بعض الشباب السعوديين بناء يشبه السينما الخاصة الصغيرة في منازلهم، أو ما يسمى بالمسرح المنزلي، وعلى الرغم من زيادة استخدام موقع «يوتيوب» (ثاني أكثر موقع إلكتروني استخداماً في المملكة)، ومشاهدة وتحميل الأفلام منه، وكثره بيع أقراص الفيديو، واشتراكات القنوات التلفزيونية السينمائية، والذي زاد أربعة أضعاف العام الماضي، وتوفير شبكة الاتصالات السعودية خدمة السينما المنزلية لعرض أفلام هوليوود في الوقت نفسه الذي تعرض فيه في دور السينما العالمية، إلا أن تجربة الحضور في السينما الفعلية لم تتوافر للسعوديين إلا خارج وطنهم. ومع ذلك، فقد دعم كل من الأمير عبدالعزيز آل مقرن، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، افتتاح دور سينما في المملكة. وقال عياف «السعودية تفكر في هذا المشروع حالياً، مع صعوبة التنبؤ بما سيحصل، ولكن أوضاع السينما تتجه نحو الأفضل، ففي عام 2006 تأسس أول مهرجان للسينما في جدة، وفي عام 2008 أقيمت مسابقة الأفلام السعودية، وبرعاية وزارة الثقافة والإعلام وتشريف الوزير نفسه». وفي عام 2009، اتجه 300 شخص لمركز الملك فهد الثقافي في الرياض لمشاهدة فيلم «مناحي». واعتبر المشاهدون هذا العرض أول خطوة سليمة في صناعة السينما السعودية. وقال عياف «ستلعب السنتان المقبلتان دوراً مهماً في تحديد مصير السينما السعودية». وحتى ذلك الوقت ستستمر الإمارات في استقبال آلاف السعوديين، وحتى نهاية هذا الأسبوع، حيث تعرض دور السينما في الإمارات فيلم ألعاب «الجوع» الشهير.