أعجبني جداً ماقام به شاب مجتهد بإعداد فيديو رائع على قناة اليوتيوب يهدف فيه إلى تنمية الروح الرياضية بين مشجعي كرة القدم، والتوعية وخاصة بعد نمو ظاهرة التعصب الرياضي و التي تضر بالكرة السعودية ككل وحتى بالمجتمع. و أكثر ما أعجبني في الفيديو هو ظهور اللاعب المحبوب محمد الشلهوب الذي اسمتعت جداً بحضوره الجميل، وعفويته وبساطته ومصداقيته. أعجبني ما قدمه الشلهوب في هذا الفيديو أكثر بكثير مما قدمه في الملعب الأخضر من أهداف و تمريرات و بطولات. و نفس الفيديو استضاف المعلق عبد الله الغامدي الذي تحدث بشكل واعي وحضاري جداً عن ظاهرة التعصب.
نتمنى أن نشاهد مجهوداً رسميا وحملة تسعى إلى الحد من ظاهرة التعصب ودعم الروح الرياضية، سواء من الاتحاد السعودي أو الإعلام الرسمي أو من الأندية، خاصة وأن حملة مؤثرة لتوعية الجماهير بشكل حقيقي تحتاج إلى تعاون كل الأطراف، و أن تكون مدعومة برابطة المشجعين في الأندية و بالنجوم الكبار من الحاضر والماضي كرموز لها. لا أريد أن أهول الموضوع والمبالغة في التشاؤم، فجمهورنا لا يزال فيه الكثير من الخير، فعند مقارنة الجمهور السعودي بجماهير الكثير من الدول حول العالم، فنحن لا نزال بعيدين عن العنف والدماء و الأشكال المجنونة وما يسمى “بالهوليجونز”. لكن في نفس الوقت ظاهرة التعصب الرياضي موجودة بين الجماهير ونقرأها بين السطور في الصحافة، و نشعر بنموها في مجتمعنا مع مرور الوقت، ونأمل تماماً بأن لا تتطور مستقبلاً إلى أشكال أخرى. قد يكون مصدر التعصب بعض وسائل الإعلام، أو “الشلة” أو المدرسة، لكن أكثر ما يصدمني هو عندما أشاهد بين الحين و الآخر التعصب يتوارث من الأب لأبنه و عادة ما يكون مقرونا بعبارات عنصرية و بعيدة عن أي قيم إسلامية. لعبة كرة القدم هي ليست مجرد رياضة تنتهي بانتهاء المباراة، فالطفل المتعصب اليوم، يصبح غداً شخصاً يحسد الآخرين على نجاحهم، ويتطور التعصب ليصبح تعنتا بالرأي و عدم تقبل الطرف الآخر عند أي اختلاف. أتمنى أن يأتي اليوم الذي يشجع فيه أطفالنا فريقهم المفضل في المباراة الحاسمة في مباراة الديربي، ثم يشاهد نجم فريقه و رمزه من الماضي أو الحاضر في لقاء ودي مع نجم الفريق الخصم ، و هم يذكرون بالتنافس الشريف و أهمية الروح الرياضية، ثم يهنؤون بعضهم في نهاية المباراة. ثم بعد ذلك يربط أطفالنا هذا التعامل مع ما يتعلموه في المدرسة أو المنزل من قيم إسلامية مثل النهي عن الخصومة و الحسد في الإسلام، و حب الخير لأخيه المسلم، بكل تأكيد سينعكس فكر الروح الرياضية إيجابا على مجتمعنا، و سيعود بالخير حتى على من لا يتابع كرة القدم نهائيا.