محمود أحمد مُنشي شرقية الخير تزدان برجل العِلم والوفاء، سلمان الجود والعطاء، سلمان الفارس المِقدام، رجل العمل، فهو شغوف بمعرفة كل ما يطرأ من مُستجدات في عالمنا الفسيح، وبإرثنا العظيم من تاريخ مملكتنا العريق خاصة والجزيرة العربية والعالم عامة. سلمان الرجل الإنسان، الذي نذر نفسه لِدينه ووطنه وقيادته وشعبه، وخِدمة الإنسانية قاطبة، منطلقاً بعون الله من تاريخ مُسجل بمداد من ذهب، يُردده كل جيل، يعتز بسعوديته ويعلم أن هذا الصرح الشامِخ هو قلعة أمن وأمان لرفعة هذا الدين والوطن، بإذن الله، وكل لبنة تُبنى وتُرفع في هذا الوطن الغالي، ما هي إلا سجلٌّ، رمزه العطاء وشِيمتُه الوفاء، وكل بُقعة في هذا الكيان الكبير، ما هي إلا نبض في قلب هذا البلد، الذي يشِّع بالفِكر والعِلم، برجاله المُخلصين وتاريخه الناصِع المُشرق. هذه الشرقية لؤلؤة الخليج، وقد ازدانت ولبست حُلة قشيبة، ابتهاجاً بهذه الإطلالة لسموه، وكانت قد استقبلت على أرضها بكل الحُب، أمير الوفاء رعاه الله والوفد المُرافق له، قبل ستة أعوام مضت، حيث وضع سموه حجر الأساس لصرح العِلم السامِق، جامعة الأمير محمد بن فهد الفتية، مُعطياً لها دفعة قوية لانطلاقتها العِلمية، لِتُساهم إن شاء الله في رفعة ونهضة وعز هذه البلاد. واليوم، أثناء زيارة سموه للجامعة، افتتح مشروعات في داخل حرمها، يُشاهد ويلمس الحصاد والغرس الطيب، ضمن مشروعات أخرى حيث لا تتوقف عجلة البناء في كل مناطق المملكة المُترامية الأطراف. سلمان الإنسان تاريخ يحمل الإنجازات والعمل الإنساني والخيري، فهو رجل في دولة ودولة في رجل، ومن نعم الله عزّ وجل على هذه البلاد المُباركة أن قيّض لها قيادات حكيمة وواعية، ذات رؤية سديدة ثاقبة معطاءة في جميع المجالات، تسعى حثيثاً في دفع كل خِططها الاستراتيجية التنموية الطموحة لغدٍ يحمل إن شاء الله كل الخير والنماء. تأتي زيارة الأمير سلمان تأكيداً على ما يربط سموه بأبنائه في المنطقة الشرقية، كما هو شأن المناطِق الأخرى، في حُب وتناغم وترابط وثيق، وحرص على الالتقاء بهم من حين لآخر، وهي فرصة سانحة لسموه الكريم للاطلاع عن قُرب على ما وصلت إليه المنطقة من تقدم وازدهار مُنقطع النظير في ظل رعاية واهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك المُبارك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولى العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، والخطط الاستراتيجية، والتنفيذ الدقيق، والمُتابعة الدؤوبة من قِبل أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد رعاهم الله. إنّ زيارة سموه الميمونة، هي أول زيارة له بعد توليه وزارة الدِفاع، تأتي في خِضم اهتماماته لتفقد أفرع القوات المُسلحة في المنطقة، حيث دشّن عدداً من المشروعات للقوات الجوية، البحرية، البرية، وقوات الدِفاع الجوي. وكما هو معروف، فإنّ سموه يحظى بحنكة وحصافة ودراية عسكرية سياسية وإدارية عمرها أكثر من نِصف قرن، لازم فيها إخوانه المُلوك، وأخذ ونهل منهم الكثير، ومرافقته المُستمرة لِصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه، أكسبته الخِبرة اللازمة والكبيرة الكافية، فهو خير خلف لخير سلف. وعندما كان أميراً للرياض، نقل عاصمة الوطن إلى أرفع المستويات، حتى أضحت من كبريات المدن العالمية، من حيث البناء والطرق السريعة والجسور والتنظيم، وكل ما تعنيه المدينة العصرية، حتى أصبحت يُشار لها بالبنان. رأيناه -انطلاقاً من حرصه رعاه الله- التقى أبناءه في المحافظات التي زارها، وقد افتتح ووضع حجر الأساس لكثير من المشروعات الحضارية والاجتماعية والتنموية. إن الأمير سلمان له بصمات وحضور كبير، ومُبادرات في جميع أعمال البر والخير، ويرعى جمعيات خيرية كثيرة من خلالها، مُساعدة المُحتاجين، حيث يستقبل عدداً كبيراً من المواطنين، وكل صاحب حاجة ومسألة، في قصره العامر، لتلمُّس حوائجهم ومُعاناتهم، وسموه لا يألو جهداً، ولا يدخر وسعاً، في كل ما من شأنه رفع ما يواجهونه من متاعب، عن كاهلهم. إن هذه الزيارة تركت أعظم وأبلغ الأثر لدى أبناء المنطقة، وكانت -والحمد لله- مُثمرة للغاية، وحملت الفوائد والخير، وكل ما كان يؤمل منها. وهي تؤكد التزام وحرص ولاة الأمر بالوصول إلى مواطنيهم وأبنائهم، أينما كانوا، والالتقاء بهم وتلمُّس احتياجاتهم عن كثب، وهذا ديدن قيادتنا الرشيدة، مُنذ أن أسس هذا الكيان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.