يجاور محل علي الحسين لبيع التراثيات قصر إبراهيم الأثري، وسط مدينة الهفوف، وفي اختياره للموقع استلهام لتراث هذا القصر، بدءاً من تصميمه بطريقة معمارية قديمة، إلى المقتنيات النحاسية، وأغلبها دلال القهوة العربية بمختلف أشكالها وأنواعها. “الشرق” كانت حاضرة في “المتحف التراثي”، فرأت أنه يبيع أبواباً خشبية ونوافذ مضى على تصميمها أكثر من تسعين عاما، إضافة إلى أنواع “الدِّلال” التي اقتناها من مدن ومناطق مختلفة من المملكة. ويشير علي إلى أن أغلب زبائنه من دول الخليج، وقطر خصوصاً، إضافة إلى المواطنين السعوديين، وهؤلاء كلهم زبائن مهتمون بالتراث، يشترون من عنده، ويخزنون في متاحفهم. وإلى جانب النحاسيات، تجد على أرفف المحل مقتنيات إلكترونية قديمة، مثل “التلفاز، والهواتف، والساعات، والمسجلات، والمباخر، وغيرها، وكل هذه تجاوزت أعمارها أربعة عقود وأكثر. ومع أن بعضها لا يعمل، إلا أن قيمتها المالية كبيرة. ويروي الحسين حكاية تعلقه بالتراث، واهتمامه الذي ورثه عن والده، لأنه عاش في بيئة ريفية، فقد كانت مليئة بالطين، وجذوع النخل وجريده، وأضاف “سريعاً ما تغيرت الحياة، ودخلت عليها التكنولوجيا العارمة، وفجأة وجدنا حولنا في المنزل حاجيات تراثية كثيرة، تعلقنا بها وحافظنا عليها، ومع مرور الوقت فكرنا بافتتاح محل يضم بعضها لتعريف الناس بالتراث، ولبيع بعضها. وإلى جانب ذلك، يمارس علي مع شقيقه حسن، مهنة بناء البيوت من الطين، على الطراز القديم، بكل المواد التي كانت تستخدم في السابق، ويستوردون ما يحتاجون لذلك من شرق آسيا، ويرى أن الإقبال على البناء التراثي جيد، وهناك حنين إلى الماضي من قبل هذا الجيل.