غلبت شهامة الدكتور بشار الأسد النفس الأمارة بالسوء وقرر التضحية بغريزة أنانية حب التملك التي ورثها عن والده، نعم هكذا يقول مخرج الروائع «هيتشيكوك» لقد أتت الشهامة فجأة وبدون مقدمات على إنسانية بشار الأسد وأيقظت في جوانحه الحس المرهف فقرر ترك المنصب وترك رفاقه الشبيحة والتضحية أيضا «بندفد» وأصدقائه في إيران حفاظا على أرواح الأبرياء.استيقظ الشهم بشار الأسد على مشهد الأرامل والأطفال وحمامات الدماء وقرر الرحيل إلى الحضن الدافئ بين «طهران وموسكو» وقرر كتابة رسالة الوداع قائلاً فيها سامحوني فقد حسبتها غلط وعثرت على مفاتيح الحقيقة المرة في جوف الليل وسمعت الأنين والصراخ والعويل والدعاء... نعم سمعت هتاف حناجركم ضدي ولمست البغضاء والكراهية وعرفت أن توفير قيمة الرصاص الموجه إلى صدوركم يكفي لإطعامكم رغيف الخبز الذي عز عليكم أربعين عاماً ببركة والدي الذي رفع لديكم نسبة الضغط والسكر والقهر والألم وجعلكم في مقدمة الشعوب قهرا وغبنا، سيتوقف مسلسل الهروب وسيعود كل الشعب المغترب إلى وطنه سنكتب (ع أوراق الشجر) «بلاد الشام» قبلة الحضارة وجذور الإنسانية وملتقى كل الشعوب بعد رحيلي عنكم، سنغني سويا «الله محييكي يا بلادي»، وسنعيد للمراعي خضرتها وللجبال رونقها وللحياة مجراها، سامحوني فقد كنت أعتقد أن طريق الجولان يمر عبر نحوركم وصدوركم.أنا شهم ابن شهم ولن أستمر بين ناس يكرهون ريحتي ويتعذبون ب(شوفتي) ويتمنون أن يشوفوا فيه يوما أسود، سأرحل لمزبلة التاريخ... تدرون هونت.. انتظروا مواكب الجنائز وسرادق العزاء. الله يمهل الطغاة ولا يهمل، ترقبوا النهاية فقد اقتربت.