قُدِّرَ لي أن أشاهد مشاهد الفيديو لحفل المعارضة السورية في روسيا الاتحادية بمناسبة مرور عام على انطلاق الثورة السورية. استمعت لكلمات المتحدثين باهتمام، ولاحظت أن الخلافات السياسية في القضايا الكبرى والصغرى التي طرحتها الثورة السورية قائمة بين المتحدثين، وأن نقاط الالتقاء حول ضرورة إسقاط النظام الأمني والسياسي في البلاد، والانتقال إلى مرحلة الحرية والعدالة الاجتماعية قائمة أيضا. ولكن رغم الخلافات الجوهرية والتفصيلية، فإن الجميع هتف هتافا واحدا ينادي بإسقاط النظام، وعندما انتهت الكلمات، قام شقيق (سميرة مسالمة) ابنة درعا ورئيسة تحرير جريدة تشرين السورية “السابقة” بحمل المذياع وراح يطلب من الحضور التبرع بالمال لنصرة الجرحى، وأهالي المعتقلين، والمشردين ... وقد ساهم الجميع في التبرع، ومن المعروف أن الجالية السورية في روسيا تضم كثيراً من رجال الأعمال الأثرياء الذين استطاعوا جمع ثروات محترمة من العدم ... أهمية ما حصل، أنه حصل في روسيا التي تتخذ موقفا يناصر النظام السوري، وقد لفتني أن القاعة تضم إلى جانب الأثرياء عدداً غفيراً من أصحاب الدخل المحدود، وقد تبرع كل واحد دون استثناء على قدر استطاعته. أحدهم، وقف في نهاية عمليات جمع التبرعات، وقال: لا يمكن أن أخجل من التبرع لأهلي، وشعبي، بالقليل، فأنا لا أملك إلا هذا المبلغ البسيط، ويشرفني أن أتبرع به للثورة السورية، وراح الجميع يصفقون، فيما كانت الدموع بادية في وجوه الحاضرين والحاضرات. السوريون في روسيا لهم حكايات، سوف أتعرض لشيء منها في مقالاتي المقبلة.