قرأت في كتاب (السر) للكاتبة رواندا بايرن أنّ امرأة ناجحة وطموحة تعيش بمفردها، لكنها لم تستطع أن تعثر على زوج المستقبل، لم تتمكن من الحصول على الرجل الذي تكمل معه حياتها، واكتشفت بعد تفكيرٍ عميق أنها السبب في ذلك، وأنها هي التي أرادت هذا الأمر دون أن تخطط له. كيف ذلك؟ كانت تركن سيارتها في منتصف مرآب بيتها، وكانت تنام في وسط سريرها الكبير، وكانت خزانة ملابسها بالكاد تتسع لها. وعندما شعرت بالسّر، قامت بترك مكان لسيارة زوج المستقبل في المرآب، ونامت على طرف السرير، وأفسحت له مجالاً في خزانة ملابسها! وما هي إلا فترةٌ بسيطة وحصلت على زوج مناسب. كيف كان ذلك؟ لأنها تبعت حدسها وإحساسها. الهدف مما سبق، سواءٌ كنا في العلاقة أو خارجها، يجب أن نتبع حدسنا، وما يمليه علينا، بمشاركة تفكيرنا، فليس من العدل أن أكبل نفسي عشرين سنة مع شخص قد يكون طيباً جداً، لكنه لا يعني لقلبي شيئاً! ولا يمثل في حياتي سوى أنه أبٌ لأبنائي! هنا سأظلمه وأظلم نفسي وأظلم أبنائي! قد أعيش معه فترة حتى آخذ بيد صغاري إلى أن يكبروا، لكنني لست مجبرة على أن أكمل معه بقية حياتي وأنا لا أحبه، ولا أحس به عاطفياً!ليس من الضروري أن أتزوج مرة أخرى، لكن ليس من العدل أن أعيش متعبة طيلة عمري! لذا سأصرخ وأقول: عذراً، لا يوجد لك مكان معي على السرير، فقد اشتريت سريراً صغيراً!